الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الإثنين 29 يوليه 2024 - 23 محرم 1446هـ

الدفاع عن العلماء من شيم أهل الوفاء

كتبه/ صابر رفاد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

واضح جدًّا لكل متأمل الهجوم القوي على كيان الدعوة السلفية وحزبها السياسي ذي المرجعية الإسلامية، وأكثر من طاله التشويه الشيخ الدكتور ياسر برهامي -حفظه الله تعالى-.

ودون الخوض في التفاصيل والردود، ومن باب الإعذار إلى الله بأداء الشهادة بما علمنا أقول:

- من التلبيس الشيطاني في هذا الموضوع أن يوصف من انبرى للدفاع عن هذا العَلَم الإمام، بأنه عنده غلو وتعصب لشخص الشيخ ياسر برهامي؛ لأن رد البهتان مطلوب، وبقاء المرجعيات السلفية أمام شبابنا من النصيحة لهم؛ وإلا سيتخذ الشباب رؤوسًا جهالًا مع كثرة الفتن.

- ثم إنه من الوفاء الواجب أن ندافع عن رجل انتفعنا بعلمه في أهم أبواب العلم، وهي العقيدة والاتباع، وكان -حفظه الله- مع أعضاء مجلس الإدارة لهذه الدعوة سببًا لحفظ ديننا ودنيانا في أيام حار فيها العاقل.

وكاد شباب الدعوة أن يدخلوا محرقة يضيع فيها الدين والدنيا؛ إما بالقتل على يد مسلم أو السجن بلا مصلحة متحققة، أو اللجوء إلى دول تستعملك كورقة ضغط لمصالحها؛ فإذا لم ندافع عن هؤلاء خوفًا من كلام الناس أو بحجة أن لهم أخطاء، وكل ابن آدم خطاء، لكن نرد الخطأ ونحفظ الجميل، وإذا لم ندفع الحجج الباطلة فنحن آثمون لكتم الحق، وموصوفون بعدم الوفاء في هذا الشأن، وقلة الوفاء صفة مذمومة وجزاؤها من جنسها، سنلقى عدم وفاء ممن انتفع بنا.

مع خطر التسبب في انحراف بوصلة المنهج؛ لأن هؤلاء المشايخ ساروا بالدعوة منذ فتنة ثورة الخميني وحذروا منها في وقت كان يرى كثير من الإسلاميين أنها قوة لنصرة الدين، وكذا فتنة جماعات التكفير والاستدلال بفتاوى علماء كبار، فردوا الشبهات، وحفظ الله بهم منهج السلف، ثم فتنة جماعات الصدام وتغيير المنكرات باليد، واستغلال عواطف الشباب المتدين، ولو حصل ذلك لرجعت الدعوة سنين للخلف كما حصل في صدام الإخوان الأخير.

وقد نجانا الله بسبب هؤلاء، فهل نترك الأجيال وراءنا يحركهم الأفراد وأصحاب المواقف المتقلبة المتغيرة، أو يبحثون عن مرجعيات فيها غلو، أو فيها تفريط، أو متميعة الفكر والمواقف؟!

ونذكر: أن الناس والإخوة والجميع لا يغنون عنا من الله شيئًا، والأمر كله لله، وإليه يرجع الأمر كله، نسأله الهداية والتوفيق والإعانة.

وهذا المقال مقصود به من يعرف قدر الدعوة ومشايخها، ويقدر علمهم، أما المخالف لهم والذي يراهم منحرفين أو منهجهم فيه خلل، فلا لوم عليه في عدم دفاعه، وعند الله يتبين لنا وله المنهج الحق الموافق لفهم السلف الصالح.