الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد أقدم جيش الكيان الصهيوني الغاصب المحتل على مذبحة جديدة، تُضاف إلى رصيده الإجرامي الحافل في استهداف المدنيين من أبرياء وعُزَّل، ولكن في هذه المرة يضيف معانٍ جديدة من الخسة والخيانة؛ فقد قصف خيام الفارين من محرقته النازية في شمال ووسط غزة؛ تلك الخيام التي لم تقيهم مطر السماء، ولا حر الشمس، فقصف المجرمون النازيون النساء والأطفال العُزَّل ممن يعانون الحرمان من أبسط مقومات الحياة في ترجمة عملية لتوجيهات حاخاماتهم بذبح النساء والأطفال والشيوخ!
وأضافوا معنى الخيانة والغدر بقصف الخيام في الأماكن الي ادعوا أنها أماكن آمنة، فمنذ متى ولليهود عهد أو ذمة، وهم من قديم أخبر الله عنهم: (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) (البقرة: 100)؟
ثم خرج مجرم الحرب "بنيامين نتن ياهو" ليقول: إن ما حدث كان خطأ!
ويعلم المتابع: أن إسرائيل كلما تعرضت لخسائر في أرض المعركة، وكلما علت همة المقاومة، سارعت إلى ارتكاب المذابح بحق المدنيين، فبعد فضيحة وقوع جنود نخبتها في أسر المقاومة وهم يبحثون عمن أسر منهم في أحداث طوفان الأقصى.
ويعلم المتابع: أن إسرائيل سترد في خيام رفح لتقتل النساء والأطفال والشيوخ ممن هم على حافة الحياة، ويعانون الخوف والجوع والمرض؛ تقتل الأبرياء في رفح لترميم الهزيمة الميدانية والمعنوية في نفوس جنودها وشعبها.
إن ما يتم من إجرام: تشارك فيه أمريكا والدول الأوروبية التي مدت -وما زالت تمد- إسرائيل بالسلاح، والدول التي تقدم الدعم والمساندة السياسية، والدول التي تقيم المصالح الاقتصادية مع الكيان الصهيوني الغاصب، والدول التي تقف متفرجة ولا تقدم الدعم للفلسطينيين، ولا تمارس الضغط المطلوب على الكيان الغاصب؛ إن ما يحدث يحتم على دولنا ومنظماتنا العربية والإسلامية التكاتف والتحرك، واستخدام كل الوسائل المتاحة لإيقاف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها المستضعفون من أهل غزة، ونصرتهم وحمايتهم من جيش فاق جيش هتلر نازية، يقوده مجنون يبحث عن أي ملامح للنصر بين خيام تقاوم الرياح بصعوبة، فيقصفها بأفتك أنواع الأسلحة!
آن لدولنا العربية والإسلامية أن تتكاتف، وتتخذ من المواقف ما يتناسب مع حجم الإجرام الصهيوني الذي فاق الإجرام النازي.
ويتحتم أيضًا على المنظمات الدولية: أن تأخذ خطوات جادة من أجل إيقاف تلك الحرب التترية التي يشنها كيان محتل يقوده مجرم حرب فاسد الذمة، يحاول الهروب من المحاكمة والسجن.
وأما شعبنا المجاهد في فلسطين الأبية فلا يزال صامدًا لم يستسلم منذ قيام الكيان الصهيوني في ?? يقدم التضحيات تلو التضحيات، وهو يعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا.
فاللهم كن للمستضعفين في فلسطين، اللهم انصرهم وانتقم ممن ظلمهم، اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اللهم اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم.
الدعوة السلفية بمصر
20 ذو القعدة 1445هـ
28 مايو 2024م