السؤال:
1- معلوم أنه لا يجوز الشهادة لشخصٍ معينٍ بجنة أو نار، لكن في الحديث الصحيح عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: مَرُّوا بِجِنَازَةٍ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (وَجَبَتْ)، ثُمَّ مَرُّوا بِأُخْرَى فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ: (وَجَبَتْ). فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَا وَجَبَتْ؟ قَالَ: (هَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا، فَوَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَهَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا، فَوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ) (متفق عليه)، فهذا الحديث فيه أن الرسول أخبر أن أحد الرجلين في الجنة، والآخر في النار بشهادة الصحابة، وقال لهم: (أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ)، والسؤال: أليس هذا صريحًا في الشهادة للمعين بالجنة والنار؟ وهل هذا محمول على إجماع الأمة أنها إذا أجمعت على شخص أنه فاجر أو كافر فيكون في النار بعينه ونقول ذلك عنه؟
2- إذا كنا متفقين جميعًا على أن رؤوس الكفر من أعداء الإسلام ماتوا على الكفر ومحاربين للإسلام، وهذا بإجماع علماء المسلمين وأئمتهم، فبناء على أن الأمة شهداء الله في الأرض، هل يجوز لنا أن نقول عن رؤوس الكفار هؤلاء: إنهم في النار؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
1- فالصحابة -رضي الله عنهم- أثنوا على هذا الميت خيرًا، ولم يشهدوا له بالجنة، وكذا في الذي أثنوا عليه شرًّا لم يشهدوا له بالنار، وإنما الذي شهد هو الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
2- نقول فيمَن مات على الكفر ظاهرًا: قد تبيَّن لنا أنه مِن أصحاب الجحيم، ونكل أمر حقيقة الباطن قبل الغرغرة إلى الله، ولا نقول فلان الكافر بعينه في النار، ولكن نقول هذا ما ظَهَر لنا.
صوت السلف www.salafvoice.com