هل يشعر الميت ويفرح بزيارة الحي ويسمع سلامه وخطابه له؟
السؤال:
1- هل ينتفع الميت ويفرح بزيارة الحي؟
2- وهل السمع المقصود في قول النبي -صلى الله عليه وسلم في الحديث: (مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ، غَيْرَ أَنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَرُدُّوا عَلَيَّ شَيْئًا) (متفق عليه)، عند الدفن فقط أو على الدوام؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
1- فينتفع الميت بدعاء الحي ويستأنس به، ولا شك أن هذا يفرح به المسلم.
2- المقصود بالسمع هو: كل ما ورد فيه دليل مخاطبة؛ لأن الصحابة -رضي الله عنهم- فهموا أنه لا يصح خطاب مَن لا يسمع حين خاطب النبي -صلى الله عليه وسلم- أهل قليب بدر، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَرَكَ قَتْلَى بَدْرٍ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَتَاهُمْ فَقَامَ عَلَيْهِمْ فَنَادَاهُمْ، فَقَالَ: (يَا أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ يَا أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ يَا عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ يَا شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ أَلَيْسَ قَدْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ فَإِنِّي قَدْ وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا) فَسَمِعَ عُمَرُ قَوْلَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ يَسْمَعُوا، وَأَنَّى يُجِيبُوا وَقَدْ جَيَّفُوا؟! قَالَ: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يُجِيبُوا) ثُمَّ أَمَرَ بِهِمْ فَسُحِبُوا، فَأُلْقُوا فِي قَلِيبِ بَدْرٍ. (متفق عليه).
فقول عمر -رضي الله عنه-: "يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ يَسْمَعُوا، وَأَنَّى يُجِيبُوا وَقَدْ جَيَّفُوا؟!"، دليل على صحة الفهم بأنه لا يصح خطاب مَن لا يسمع، فبيَّن لهم النبي -صلى الله عليه وسلم- أنهم يسمعون، لكن لا يجيبون، والمشروع السلام كلما زار القبور ولو بعد سنين.