السؤال:
1- يحدث في الريف عند دفن الميت وتجهيزه أنه يجتمع الناس لأداء العزاء في مكان يسمَّى (المندرة)، فما حكم هذا الاجتماع؛ خاصة إن كان بعذرٍ (كالحر أو المطر)؟ علمًا أنهم يذهبون للمندرة لأخذ العزاء تارة لذلك أو لضيق في البيت، فهل يجوز الجلوس في المندرة لأداء سنة العزاء للأعذار المذكورة؟ وما حكم هذا إن كان بدون عذرٍ؟
2- وفي صورة أخرى: يجتمع أهل المتوفَّى أمام البيت في (الشادر)، ويصنع الجيران وأهل القرية طعامًا لأهل البيت وللمغتربين، فإذا ضاقت عليهم هذه الصورة لجأوا للصورة الأولى. فما الحكم؟ وهم أيضًا هم قد يخرجون طعامًا (صواني) في المندرة للمغتربين وغيرهم، ومن الممكن أن يأكل الرجل من طعامه بمفرده أو يأكل معه ضيف (مغترب)، فأهل القرية يخرجون طعامًا للرجال من أهل الميت وأقاربه وللمغتربين في المندرة ثم بعد تناول الطعام (غداء - وعشاء) يرجعون بالطعام إلى بيت المتوفَّى لإطعام أهله (زوجته وأولاده)، فما الحكم في هذه الصورة؟
3- ما حكم قراءة القرآن في المندرة (مكان الاجتماع)؟ علمًا أنه يكون فيها بما يسمَّى مقرئ أو بدون مقرئ؟ وما حكم قراءة القرآن بهذه الصورة أو إلقاء درس للمعزين في المندرة؟
4- هل يجوز للإخوة أداء سنه العزاء في المندرة؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
1- فلا يشرع الجلوس لاستقبال المعزين، ولكن إذا كان الناس في بيتهم وضاق عليهم البيت لقدوم المعزين؛ فلا بأس أن يجلسوا في المندرة، وكذا في الحرِّ أو البرد، وكذا أمر الشادر؛ فأما جعله ابتداءً للاجتماع على التعزية، فليس مشروعًا.
2- صنع الطعام مِن جيران أهل الميت لمَن يأتيهم مِن الغرباء حَسَنٌ لا بأس به، أما أن يصنع أهل الميت الطعام مع الاجتماع؛ فهذا معدود مِن النياحة عند الصحابة؛ لحديث جرير بن عبد الله -رضي الله عنه-: "كُنَّا نَعُدُّ الِاجْتِمَاعَ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ، وَصَنِيعَةَ الطَّعَامِ بَعْدَ دَفْنِهِ مِنْ النِّيَاحَةِ" (رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني).
3- إذا أضيف إلى ذلك: قارئ يقرأ بالأجر؛ زاد الأمر بُعدًا عن الشرع.
4- أرى للإخوة أن يعزوا دون أن يجلسوا، وإنما ينصرفون بعد التعزية.