كتبه/ ياسر برهامي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
ففي إطار حملتها الهوجاء على ثوابت الدِّين الإسلامي؛ أصدرت "الحكومة الفرنسية" قرارًا بإقالةِ إمامٍ مسلمٍ؛ بسبب تلاوته آياتٍ مِن سورة الأحزاب، بزعم أنها تخالِف مبادئ الجمهورية الفرنسية بالمساواة بين المرأة والرجل!
وهذه جرأة عظيمة على كتاب الله -تعالى-، وإرغام للمسلمين على تغيير ما يعتقدونه ويدينون به.
والقرآن الكريم لا يضره أن يُخَالِف مبادئ جمهوريتهم التي هي مِثْل "صنم العجوة"؛ فإن الحرية التي يتشدَّقون بها، ويدَّعونها: تتضمن حرية الاعتقاد، وحرية التعبير، ومع ذلك أكلوا "صنم الحرية!" حين تَعَلَّق الأمر بالمسلمين وتلاوتهم لكلام الله -تعالى-!
وهذا التدخل السافر في عبادة المسلمين وعقيدتهم، ومحاولة تبديلها: هو مِن أعظم صور الصدِّ عن سبيل الله، قال الله -تعالى-: (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ) (النحل:88).
ونحن نطالب المسلمين في فرنسا، وفي غيرها بالتمسك بدينهم وقرآنهم، وتعليمه لأبنائهم وبناتهم.
ونؤكِّد على: أن الحجاب واجب مجمع عليه عند أهل الإسلام، وهو: عنوان العفة والطهارة والتزكية، ولا يملك أحدٌ مِن الناس أن يغيِّر عقيدة المسلمين فيه.
لقد دأبت فرنسا على هذا الظلم والعدوان، وعَبَّروا عنه صراحة في الوثيقة المنحرفة الضالة التي سُمِّيت: بـ"وثيقة الديانة الإسلامية في فرنسا!".
وإن أبلغ ردٍّ على هذا العدوان هو: أن يكرر الخطباء في مساجد فرنسا آيات الحجاب، وألا يسمحوا أبدًا لأحدٍ مِن المعرضين عن آيات الله أن يكتمَ صوت الحق: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ) (السجدة:22).
وكذلك أن ترتدي المسلمات الحجاب في كلِّ مكانٍ؛ في فرنسا، وغيرها.
وليبشر أهل الإيمان أن دين الإسلام سيظهر على الأديان كلها في كلِّ الأرض، قال الله -تعالى-: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى? وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (التوبة:33)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم-: (لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ) (رواه أحمد، وصححه الألباني).
وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ.