السؤال:
هل يبتلي الله -تعالى- عبده بضياع العبادة التي يريدها منه؟ وإذا كان ذلك بسبب الذنوب فماذا يفعل العبد في هذه الحالة؟ فأنا وأفراد أسرتي ننام مبكرًا للاستيقاظ لصلاة الفجر، ومع ذلك لا نوفق للقيام، فهل مِن عبادة خاصة لرفع هذا البلاء جماعيًّا أو فرادى؟ شكرًا لإجابتكم مقدمًا.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فهذا الضياع للعبادة إيقاظ للشعور بعداوة الشيطان للإنسان والانتباه لمكره، فقد يطمئن الطائع إلى دوام طاعته وينسى مكر الشيطان به، وربما تغيَّر قلبه وهو لا يشعر، أو يحصل منه تزكية لنفسه، (فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى) (النجم:32)، قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: عَرَّسْنَا مَعَ نَبِيِّ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَلَمْ نَسْتَيْقِظْ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (لِيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ بِرَأْسِ رَاحِلَتِهِ، فَإِنَّ هَذَا مَنْزِلٌ حَضَرَنَا فِيهِ الشَّيْطَانُ)، قَالَ: فَفَعَلْنَا، ثُمَّ دَعَا بِالْمَاءِ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ. (رواه مسلم)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّهُ لَيْسَ فِي النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، إِنَّمَا التَّفْرِيطُ فِي اليَقَظَةِ، فَإِذَا نَسِيَ أَحَدُكُمْ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا) (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني).
وأنصحكم أن تناموا على الأرض لا على فراشٍ وثيرٍ، وأن تضبطوا عدة منبهات، ولا مانع مِن الاتفاق مع بعض إخوانكم للمرور عليكم لإيقاظكم، وصلوا مِن أول الليل شيئًا مِن القيام مع العزم على استكماله آخره، وحافظوا على أذكار النوم، مع كثرة التضرع والدعاء بصدق: "اللهم أعنا على ذكرك وشكرك، وحسن عبادتك".
صوت السلف www.salafvoice.com