نصيحة هامة مِن د."ياسر برهامي" في تعامل الزوجة مع زوجها إذا تزوج بثانية
السؤال:
أنا متزوجة من 11 سنة مرت بما فيها، وقد رزقني الله -عز وجل- بثلاثة أولاد ذكور أعمارهم مختلفة، وأنا كنت مَن يتحمل مسئوليتهم في كل شيء، ووالدهم يسعي لتحصيل الرزق، والحمد لله كانت حياتنا سعيدة ولم أشكو فيها مِن شيء، وكنت أتقي الله -عز وجل- في كل شيء، وبعد ذلك وبدون مقدمات أخبرني زوجي بأنه تعرف على امرأة وطلبها للزواج، وقال لها بأن الأمر راجع إليَّ ولابد مِن موافقتي، ولكني رفضت لأني لا أطيق ذلك يا شيخ.
وقال لي بأن الموضوع منتهٍ إذا كانت هذه رغبتي، وطلب مني أن أسامحه وحلف أنه لن يفكر في هذا مرة أخرى مجرد تفكير، وبعدها بأسبوع فاتحني مرة ثانية وأصر على ذلك، فذهبت إلى بيت والدي، وأنا هناك ولم أكمل الأسبوع قال لي بأنه كتب كتابه، وهذا يا شيخ سبب لي أذى نفسيًّا كبيرًا جدًّا، وتغيرت معاملته معي، وفي نفس الوقت قال بأنه لا يستغني عني وأنه يحبني مثل الأول وأكثر.
وأنا عدت إلى بيتي يا شيخ مِن أجل أولادي، ولكني أجد نفسي كل يوم بحال، فأحيانًا أكون بخير، وأحيانًا يصيبني في بعض الأوقات انهيار عصبي، ولا أشعر بما يجري لي، وبعدت أيضًا عن أولادي، لقد كنت أحبه جدًّا وأكثر مِن نفسي، صدمت فيه صدمة عمري، لم أعد أشعر بأي لذه في حياتي، أحسست أنها سرقت مني، لم أعد أقدر على التعامل معه كالسابق، أحاول جاهدة، ولكنني لا أطيق، التفكير يقتلني يا شيخ، لا أستطيع طلب الطلاق مِن أجل أولادي.
فأرجوك ثم أرجوك، انصحني كيف أتعامل مع نفسي مِن أجل الخروج مِن هذه الأزمة النفسية التي أرجو مِن الله أن يخرجني منها سالمة، مع العلم يا شيخ أني لم أرفض شرع الله، لكن الموضوع صعب جدًّا عليَّ.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد؛
فلابد أن تعلي شأن الآخرة في قلبك.
أنتِ فقدتِ نصف الأيام مع زوجك؛ أليست هذه مِن الدنيا؟!
لماذا نعظِّم أمرَ الدنيا إلى هذا الحدِّ حتى يصبح فوات جزءٍ منها يضيع علينا لذة الجزء الباقي، ونعيش في النكد لمجرد فوات بعض لذتها؟!
فعليكِ بالاجتهاد في الذكر والعبادة، وإخلاص النية في تربية الأولاد، وكثرة ذكر الآخرة، والسعي في رضا الله -سبحانه وتعالى-.