العمل في إيطاليا وبيع لحم الخنزير للكفار

السؤال:

1- أنا رجل عندي بضع وأربعون عامًا، ومنذ أن تخرجتُ من الجامعة سافرت إلى ايطاليا للعمل، وأقمت هناك 15 عامًا في محل بيتزا، ولم أعمل في مصر وليس لي وظيفة هناك، وقد تزوجت وأنجبت ثلاثة أطفال، وعندما بلغ سنهم دخول المدرسة أحضرتهم إلى مصر لكي يدرسوا فيها فضاق بنا الحال إلى أبعد حد فتركتهم مع زوجتي وسافرت مرة أخرى، ولكن أشكو بُعدي عن أولادي وزوجتي -وأنا ولله الحمد رجل ملتزم بفضل الله-، ففكرت في الهجرة وأن تأتي إليَّ زوجتي وأولادي للعيش هناك في إيطاليا حيث عملي، وقد أصبحتُ صاحب محل بيتزا كبير ومعروف -والحمد لله-، وأنا قررت أن آخذ زوجتي ونستقر هناك في إيطاليا -الهجرة من أجل لقمة العيش-، فهل عليَّ إثم بذلك؟

2- في إيطاليا يأكلون بطبيعة الحال لحم الخنزير، بل ويفضلونه، فكانوا بطبيعة الحال يطلبون مني وضع لحم الخنزير على طلباتهم، فكنتُ أقوم بإحضار اللحم البقري المصنوع بطريقة خاصة، مثل "اللنشن، والبسطرمة، واللحم المجفف، والمرتديلا"، وأقوم بوضعه بدلاً من لحم الخنزير، ولكنهم عرفوه وفرَّقوا بينه وبين لحم الخنزير، فأخاف أن أفقد زبائني فهل يجوز لي أن أبيع لهم لحم الخنزير "لغير المسلمين" علمًا بأنهم يأكلونه مني أو من غيري فهل عليَّ إثم؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فلا يجوز لكَ بيع لحم الخنزير للكفار؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ، وَالْمَيْتَةِ، وَالْخِنْزِيرِ، وَالأَصْنَامِ) (متفق عليه)، وللحديث الصحيح الآخر: (إِنَّ اللَّهَ إِذَا حَرَّمَ عَلَى قَوْمٍ شَيْئًا، حَرَّمَ عَلَيْهِمْ ثَمَنَهُ) (رواه أحمد وصححه الألباني)، والذي أعلمه أن المرتديلا هي لحم خنزير في الأصل.

ولا أنصحك بالهجرة بأولادك إلى هذه البلاد؛ تدبر في حالهم عند كبرهم، وأولادهم وأحفادهم، وربما يخرج من نسلك بسبب قرارك هذا مَن لا يعرف الله ولا يعبده، بل ينشأ في المجتمع الإيطالي كسائر أفراده!