كتبه/ حنفي مصطفى
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فان مصطلح (السُّنة) مصطلح شريف النسب، يُنسب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهو مِن المصطلحات المهمة جدًّا، وعلى المسلم فهمها فهمًا صحيحًا لا انحراف فيه ، فالسُّنة ما نقله الرواة الثقات نقلًا صحيحًا ثابتًا عن النبي -عليه الصلاة والسلام- مِن أقوالٍ وأفعالٍ، وتقريرات؛ أي مِن أقوال وأفعال بعض الصحابة -رضي الله عنهم-؛ فسكت أو ابتسم أو أقرها، أو ذكر فضلها فيُعد سنة إقرارية منه -صلى الله عليه وسلم-.
والسُّنة النبوية بالمفهوم الصحيح الذي يجب فهمه، هي الدين كله: مِن اعتقادات وعبادات، وآداب وسلوكيات وأخلاق، وأحكام شرعية؛ فكانت السُّنة هي الإسلام بتفاصيله.
وكان علماء السلف إذا صنفوا كتبًا في العقائد وقضايا الإيمان سموها كتب السُّنة، فهم أتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- على الحقيقة، وحتى تكون على السُّنة حقيقة، وهديًّا واقتداءً واتباعا لا بد مِن أن تكون على الإسلام الصحيح، فأهل السُّنة هم أصحاب العقيدة الصحيحة، والعبادة الصحيحة المشروعة، وعلى أكمل الأخلاق وأقومها، وأحسن الآداب والسلوكيات.
فليست السُّنة مقصورة على قميصٍ قصير وسواك، ولا بعض سنن العبادات والآداب، بل هي أكبر مِن ذلك، قال الله -تعالى-: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) (الفاتحة:6)، أي السُّنة.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى)، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: (مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى) (رواه البخاري).
فاللهم اجعلنا على السُّنة متبعين مهتدين، وللبدعة مجتنبين مبتعدين، اللهم اجعلنا لسنة نبيك -صلى الله عليه وسلم- داعين، ناصرين مدافعين، يا كريم.