كتبه/ سعيد الروبي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فـ"بيان الأزهر" الذي ألقاه فضيلة الشيخ "أحمد الطيب" لنصرة مسلمي بورما "الروهينجا" جاء قويًّا مدويًّا مجلجلًا مزلزلًا، أثلج الصدور، وأسعد النفوس.
وحوى البيان عددًا مِن الموضوعات والعبارات الهامة، والتي تتناسب مع الحدث؛ فقد وصف "شيخ الأزهر" -حفظه الله- هجمات البورميين غير المسلمين على المسلمين بأنها هجمات وحشية بربرية!
ووصف المشهد بأنه همجي ولا إنساني!
ووصف "الضمير العالمي" بأنه قد مات، وصرَّح بأن مواثيق حقوق الإنسان الدولية أصبحتْ حبرًا على ورق، بل كذبًا لا يستحق ثمن المداد الذي كُتب به!
وبيَّن أن سبب الموقف الضعيف البطيء في نصرة "الروهينجا" أنهم مسلمون، ولو كانوا يهودًا أو مسيحيين أو بوذيين أو أتباع أي دين أو ملة غير الإسلام؛ لتغير الموقف العالمي.
وحمَّل المسئولية لبعض القيادات الدينية البورمية، بالإضافة لرئيس الوزراء البورمية، وطالب بالتحقيق وتقديم الجناة لمحكمة العدل الدولية.
وقال للمسلمين في بورما: "اصمدوا في وجه هذا العدوان الغاشم، ونحن معكم ولن نخذلكم، والله ناصركم".
جاء البيان على مستوى الحدث، وفيه تعهد مِن "الأزهر" أنه سيتابع هذا الأمر، ويقود التحركات على المستوى العربي والإسلامي والدولي؛ لوقف هذه المجازر.
ومع هذا البيان... كان لا بد مِن تقديم الشكر "للأزهر"، وعلى رأسه: فضيلة الشيخ "أحمد الطيب".
وكان لا بد مِن "الدعاء للأزهر" كمؤسسة، والقائمين عليه أن يحفظهم الله، وينفع بهم المسلمين، وأن يوفقهم لخدمة الإسلام والمسلمين، وأن ينفع الله بهم البلاد والعباد.
ونجدد احترامنا وتقديرنا لمؤسسة "الأزهر" و"شيخ الأزهر".
ونطالِب بإجراءات فعالة وقوية، وواقعية "سياسية وغير سياسية"؛ ردًّا على هذه المذابح والمجازر، مع توفير الضمانات بعدم تكرار هذه المآسي مجددًا حتى تنتهي هذه المأساة مرة واحدة، وإلى الأبد.
وليت الأزهر يوفد الشيوخ والعلماء والدعاة لتعليم وتثقيف المشردين والمهاجرين النازحين في المخيمات داخل حدود دولة بنجلاديش؛ فهم في حاجةٍ ماسة إلى إعادة تأهيل، وتوجيه نفسي وإيماني وقلبي، مع توفير الدعم المالي والاجتماعي والإنساني حتى يعودوا إلى ديارهم ووطنهم معززين مكرمين.
لقد تحدث "الأزهر" نيابة عن جميع المسلمين، وبنفس العبارات والمعاني التي نريد أن نقولها؛ فتحية إكبار وإعزاز، واحترام وتقدير، وشكر وعرفان "للأزهر"، مع الدعاء بالتوفيق والنجاح والقبول.
والدعاء أيضًا لـ"مسلمي الروهينجا"، ولكل المسلمين في الأرض بالفرج العاجل، القريب الواسع.
اللهم آمين.