السؤال:
سيدة متزوجة ولديها طفل وطفلة، وتعمل بوظيفة حكومية بمرتب معقول، وتمتلك سيارة، وتعيش في شقة بالإسكندرية في نفس العمارة التي يسكن بها والدها ووالدتها في شقة أخرى، ويعيش معهما ابنهما أخو السيدة المذكورة، وهو متزوج ولديه أربعة أولاد ذكور، ويعمل بوظيفة بمرتبٍ محدود, ووالده يساعده ماديًّا كثيرًا لما يراه مِن ضعف حاله ولا يساعد أخواته البنات، وهذه السيدة متأكدة أن زوجة أخيها لديها مصوغات ذهبية تخفيها عن الناس، وأن أخاها لديه أموال كافية للمعيشة، وأنه اشترى لأولاده أربع شقق بمدينة برج العرب الكل يعرفها؛ فهذا دليل على أمواله، وأنه يخفي حاله الميسور عن الناس، وزوجته تكرهها ودائمًا تشتكي مِن الحالة الصعبة التي يعيشونها؛ لكي يساعدها أهل الزوج من أب وأم وعمات، إلخ.
وقد طلبتْ هذه السيدة المساعدة مِن أبيها كما يساعد أخاها، لكنه رفض، وقال لها: أولادك يأكلون السمك والجمبري، وأولاد أخيك يأكلون الفول والفلافل، وسأساعده دائمًا ما دمت حيًّا، وبعد وفاتي وزعوا الميراث حسب الشرع، وهي تريد أن تتخذ موقفًا مِن أبيها، وتتكلم مع بعض أفراد العائلة ليكونوا شهودًا على ظلم أبيها لها ولأخواتها. فما الحكم الشرعي في هذه المسألة؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فتأكدك أيتها السيدة مِن كذب أخيك وامرأة أخيك في ادعاء الفقر لا يجعل والدك ظالمًا بمجرد ظنك أو علمك، بل على الوالد أن يساعِد ابنه الفقير طالما علِم أنه فقير، ويرى أثر ذلك في الأولاد، حتى لو كان الوالد مخطئًا في ظنه فقر ابنه لما يُظهِر له مِن الفقر؛ فالإثم على الكاذب المخادِع، وليس على أبيه الذي صدَّقه، فليس لهذه السيدة أن تتخذ موقفًا مِن أبيها مِن أجل ذلك.
صوت السلف www.salafvoice.com