الاستدلال بمقولة "لا غيبة لفاسق أو فاجر" على سب واتهام المخالفين!
السؤال:
أنت تتكلم كثيرًا عن أن الإخوان يسبون ويشتمون فما جوابك على هذه القاعدة المتفق عليها: "ليس للفاسق والفاجر غيبة"، والتي جاء في فتاوى اللجنة الدائمة السلفية في الرد على مَن سأل عن هذه القاعدة: (وأما السؤال عن لفظ: "لا غيبة لفاسق" هل هو حديث أو لا؟ فقد قال الإمام أحمد: "منكر"، وقال الحاكم والدارقطني والخطيب: باطل، ولكن دلَّ على أنه لا غيبة لفاسق قد أظهر المعصية ما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه مُرَّ عليه بجنازة فأثنى عليها الحاضرون شرًّا، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (وَجَبَتْ) ومُرَّ عليه بأخرى فأثنوا عليها خيرًا، فقال صلى الله عليه وسلم : (وَجَبَتْ) فسألوه -صلى الله عليه وسلم- عن معنى قوله: (وَجَبَتْ)؟ فقال: (هَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا، فَوَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ، وَهَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا، فَوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ) (روه البخاري ومسلم)، ولم ينكر عليهم ثناءهم على الجنازة شرًّا التي علموا فسق صاحبها، فدل ذلك على أن مَن أظهر الشر لا غيبة له، وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم) انتهى.
فهل بعد ذلك تنكر علينا التحذير مِن الانقلابيين والقتلة والمجرمين، وشتم الإعلاميين والفنانين والراقصات، والشيوخ أعداء الدين الذين أفتوا بالقتل والإبادة؟! أليس العلماء نصوا على شتيمة "الحجاج" وغيره مِن أهل الفساد وهم الذين نصوا على هذه القاعدة؟ الاعتراف بالحق فضيلة.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فالخلاف معك في توصيف الواقع، ومراعاة المصالح والمفاسد، ثم نحن لا نهاجِم الإخوان كإخوان، وإنما نهاجم الأفكار المنحرفة، والتصرفات الطائشة العنيفة، والقرارات التي تهدف إلى تقسيم المجتمع وتحويله لساحة حرب، وإسقاط الدولة بالكلية!
وهل رأيتنا بعد ذلك سكتنا على المنكرات التي يفعلها الطرف الآخر؟! فقد وقع منا الإنكار سرًّا وعلنًا.
أما أنواع السب المستخدَم مِن بعض المنتسبين للإخوان مِن: قذف واتهام في الأعراض، وتكفير، وحكم بالنفاق والخيانة؛ فهي ليست "قضية غيبة"، بل هي جرائم بذاتها طالما لم تثبت هذه التهم إلا بأوهام مَن يطلقها، وتحليلاته الباطلة، وفهمه السقيم للنصوص "مما يدخل به في حيز أهل البدع".