السؤال:
في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً)، قَالُوا: وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني)، فهل معنى هذا أن كل أهل البدع مهما فعلوا مِن توحيد ونصرة للدين ودفاع عن الإسلام كالمعتزلة والصوفية الحق أن كل هؤلاء كفار في النار أم أن هذا نص مِن نصوص الوعيد وأصحاب الكبائر وأهله داخلون في مشيئة الله وعفوه؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في كتاب "الإيمان" أنه لا يوجد أحدٌ مِن الأئمة الأربعة، ولا غيرهم مِن أئمة السُّنة مَن يقول بكفر الثنتين وسبعين فرقة وخلودهم في النار، بل مَن كان منهم مخطئًا لم يكفـَّر، ولم يخلد في النار كائنًا ما كان خطؤه، ومَن كان منهم منافقًا في الباطن كان في الدرك الأسفل مِن النار، والخطر على أهل البدع التي لا يكفر أصحابها نوعًا وعينًا أن يُنزع منهم التوحيد عند الموت بسبب بدعتهم، أما مَن مات على التوحيد؛ فإنه في المشيئة، ولو دخل النار لم يُخلد فيها باتفاق أهل السُّنة.
صوت السلف www.salafvoice.com