ما هي ضوابط اعتبار قول الصحابي في حكم المرفوع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-؟
السؤال:
1- ما ضابط مسألة أن كلام الصحابي ليس مِن قبيل الرأي وفي حكم المرفوع؟
2- هل دعاء الصحابي الموقوف عليه، مثل الدعاء الوارد عند سماع الرعد أو تسمية ملـَك مِن الملائكة باسم ما، ينطبق عليه أنه في حكم المرفوع؛ لأن ذلك لا يُعرف مِن قبيل الرأي؟ وهل هذا في كل الأدعية الواردة الموقوفة على الصحابة فيمكن أن تكون في حكم المرفوع؟
3- عن سلمان الفارسي -رضي الله عنه- أنه قال لأبي الدرداء -رضي الله عنه-: "إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا؛ فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ"، فَأَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (صَدَقَ سَلْمَانُ) (رواه البخاري)، فهل بناءً على ذلك يجوز أن نقول ابتداءً: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا) على أساس أنه صدَّق سلمان -رضي الله عنه- فيما قال؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
1- فضابطه ألا يحتمل أن يكون كلام الصحابي مِن قبيل الرأي والاجتهاد، أو يكون مأخوذًا عن أهل الكتاب.
2- الدعاء قد يكون اجتهادًا، ولكن اجتهاد الصحابي معتبر، وأما تسمية الملـَك؛ فيمكن أن يكون مأخوذًا مِن بعض أهل الكتاب.
3- يجوز أن يُقال ذلك، كما أنه ثبت في الحديث الصحيح مرفوعًا مِن حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-، فعنه -رضي الله عنه- قال: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (يَا عَبْدَ اللَّهِ، أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ، وَتَقُومُ اللَّيْلَ؟)، فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: (فَلاَ تَفْعَلْ صُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا... ) (متفق عليه).