الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأربعاء 28 أغسطس 2013 - 21 شوال 1434هـ

حول تظاهرات "30 أغسطس"، واستقالة بعض الأعضاء من "حزب النور"

السؤال:

1- سمعنا فضيلتكم سابقًا من قبل أحداث "30 يونيو" تقول أمام الملايين على إحدى الفضائيات وفي اللقاءات الشهيرة إنه لو خرجتْ قوى حاشدة أكبر من القوى والعدد الذي انتخب د."مرسي" فسوف تنصحه بالاستقالة "وهذا الذي تم منك بالفعل"، فبأي مقياس تأكدتم فضيلتكم من أن العدد الذي خرج في "30 يونيو" أكبر ممن انتخب د."مرسي"؟ وما موقفكم لو خرج في "30 أغسطس" أعداد غفيرة: هل سيكون لديكم فرق بيْن المشهدين؟

2- ما ردكم على استقالة الكثيرين من "حزب النور"، مثل الدكتور "خالد علم الدين"؟ وهل يدل هذا على خطأ المواقف التي يتخذها الحزب؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فما هي المشكلة في أن ننصح رئيسًا عادتـْه كلُ القوى المحيطة به، ولم يكن له إلا تأييد أكثرية ضعيفة من الشعب ثم تحولت هذه الأكثرية إلى أقلية؟!

وتقارير الإخوة مِن كل المحافظات هي التي اعتمدنا عليها في قياس الموقف، ونبهْنـَا عليه إخواننا في جماعة "الإخوان"، وحزب "الحرية والعدالة".

أما الآن فقد تغير الوضع جدًّا؛ فالقوى المؤثرة والفاعلة "وليس فقط الظهير الشعبي" لا تعارِض النظام القائم، وكما ذكرتُ في فتوى سابقة أن: "غالبية القوى الفاعلة إن لم تكن معه فليستْ ضده، فحين يكون الجيش والشرطة والدولة العميقة والإعلام ورجال المال، والدول العربية ضد النظام الحالي وضد الفريق "السيسي" ثم خرجت مظاهرات أقل من ذلك؛ لنصحتهم بالاستقالة قطعًا" (انظر فتوى: لماذا نصحتم د."مرسي" بالاستقالة إذا خرج عليه الملايين دون غيره؟!).

وأرجو الله أن يوفقك وأمثالك من الشباب أن تدركوا موازين القوى، وأن تدعوا عنكم الافتراضات والاحتمالات، وخطر سفك الدماء في الحشد والحشد المضاد -كما سبق أن بيَّـنَّا ذلك مرارًا-.

2- الدكتور "خالد" -ليس كثيرين كما ذكرتَ-، وإنما هو فرد رأَى رؤية مخالفة في مسألة الاشتراك في "لجنة الخمسين" لا أرى معها أن يستقيل لعدم الأخذ بوجهة نظره في الحزب؛ فالأمر في الحزب مبني على الشورى.

ثم هو قد علـَّق أمر الاستقالة ولم يجزم بها؛ فلا تنزعج، ولا يفرح الشامتون فالأمر بسيط جدًّا، والحزب مستقر -بحمد الله-، وقد ظهر للخاصة والعامة صحة مواقفه مِن شهور طويلة منذ بدايات الأزمة.