هل يعد الوالد مقصرًا في حق ولده إذا كان لا يتمكن من رؤيته لامتناع طليقته من تمكينه من ذلك
السؤال:
تزوجت منذ حوالي سبع سنوات ولم يدم زواجي إلا لبضعة أشهر بسبب معاملة زوجتي الفظة لي، وعدم احترامها لي إلى أن نفد صبري وانفجرت فيها، فذهبتْ لأهلها غاضبة ومكثت لديهم فترة ما إلا أنني أردت خلال هذه الفترة الإصلاح كثيرًا، ولكن أهلها دائمًا كانوا يماطلون في رجوعها للمنزل ويتهربون مني ومِن مقابلتي -حتى أني كنت أذهب إليهم فلا يفتحوا الباب ويطفئون الأنوار كأنهم غير موجودين في المنزل-!
وتوسط كثير مِن الأهل والأصحاب لديهم إلا أنهم لم يزالوا على موقفهم متعللين بحملها وحالتها الصحية الغير مستقرة طالبين تأجيل الصلح لما بعد الولادة إلى أن فوجئت بدعوى طلاق مِن المحكمة تصلني قبل ميعاد ولادتها -وكانت المفاجأة تكمن في أنهم لم يطلبوا مني الطلاق بطريقة ودية ثم أرفض فيصعدون الموقف إلى المحكمة-.
وبالرغم من ذلك حاولت الإصلاح مِن أجل ابننا القادم إلى الدنيا؛ حيث لا ذنب له، ولكنهم رفضوا وتعنتوا ولم يخبروني حين ولادة ابني بالرغم من إلحاحي عليهم في هذا الأمر، وسموه بدون إخباري وحاولت بالرغم من ذلك إنهاء الموضوع سلميًا، وتطليقها بدون محكمة، ولكنهم رفضوا أيضًا جميع الحلول السلمية، وأمعنوا في تحرير محاضر الشرطة الكيدية ضدي وأصروا أن تستمر جميع القضايا في المحكمة مِن طلاق ونفقة ورؤية صغير حيث منعوني مِن رؤيته.
وحكم لي بالطبع في قضية الرؤية فما كان منهم إلا أن قدموا استئنافًا لتطويل مدة التقاضي ومنعي من رؤيته إلى أن حكم لي في الاستئناف بعد أن صار ابني سنه حوالي ثلاث سنوات وفي هذا الوقت كنت قد سافرت لأعمل خارج بلدي هربًا مِن كم الألم النفسي الذي عانيته، وبذلك لم أتمكن مِن تنفيذ حكم الرؤية التي هي مرة بالأسبوع في حين أنني أنزل إجازة مرة أو مرتين بالسنة ولا يمكن تنفيذ حكم الرؤية إلا بالشكل التي حكم بها، وبذلك فأني أنتظر أن أرجع بلدي لأستقر حتى أبدأ في تنفيذ الحكم ورؤية ابني بطريقة دورية، ومرت الأيام السنة تلو الأخرى وارتبطت بمسئوليات مادية جديدة حيث تزوجت مرة أخرى، وأنجبت ولدًا أيضًا، وكان لزامًا علي أن أشتري شقة ببلدي حتى وصل ابني الأول الآن ست سنوات وأنا لم أره البتة، وحتى لم أسمع صوته وأنا على يقين أنني إذا طلبت مِن أمه أن أراه وقت نزولي أثناء الإجازة السنوية فإنها سترفض رفضًا باتًا حيث إني على يقين أنها وأهلها لن يرضخوا إلا بقوة القانون.
وسؤالي هو: هل علي إثم بأي شكل مِن الأشكال تجاه ابني هذا علمًا بأني أرسل له نفقته التي حكمت بها المحكمة؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فلابد أن تسعى لرؤية ابنك وتكوين علاقة به؛ حتى تتمكن مِن توجيهه وتربيته، ولو لم يمكنك ذلك إلا بقوة القانون فافعل؛ وإلا فإني أراك مقصرًا في حقه.