كتبه/ إبراهيم جاد
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإنَّ هذا الدين معروفٌ برجاله على مدار التاريخ والأزمان؛ ففيه رجالٌ لا تُلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ، ولا فتنٌ ولا إغراءاتٌ، ولا شبهاتٌ ولا شهواتٌ عن دين الله -عز وجل-؛ رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، رجالٌ زُرِعَ في قلوبهم الإخلاص والمتابعة، رجالٌ قضَوا نَحْبَهم في سبيل ربهم.
فإليكم -معاشر شباب المسلمين- اليوم أكتب، وبكم أعتني، ولكم أوجه كلامي وندائي، فاسمعوا:
- كونوا حائط صَدٍّ: لكلِّ مَن يَخْذُلكم عن فعل الخيرات، وصناعة المعروف في أهله، أو حتى في غير أهله؛ كونوا بأفعالكم لا بأقوالكم فقط أننا أبناء هذا الدين، نَحمله في القلوب وعلى الرؤوس لكل الدنيا؛ لنُصلح به أحوالها، ونَسُود به كل دروبها.
- كونوا حائط صَدٍّ: لكلِّ مَن يفتح عليكم أبواب الشهوات المحرَّمة والشبهات المضلِّلة، ادفعوها بالعلم والمعرفة، وأبطلوها بالإيمان والتقوى، ودمروها بمراقبة الله -تعالى- في السرِّ والعلن، وتَربَّوا على التوحيد الخالص والعبادة الصادقة، واقتلوا الفتن بهما، ولا يَغُرَّنكم كثرة الهَرْج والقتل: (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (يوسف: 21).
- كونوا حائط صَدٍّ: لكل من تُسوِّل له نفسه بالاستهزاء أو السخرية من ديننا أو عقيدتنا أو رجالنا أو نسائنا، أو التشكيك أو التحريف، أو التأويل الباطل لأحكام ديننا الإسلامي. أنتم عُدَّتُنا وذراعنا؛ فتعلَّموا العلم من العلماء الربانيين؛ فالأمة مُشتاقةٌ لمجدها بالعلم والعمل من أبنائها.
وخذوا هذه البشرى: روى الإمام أحمد عن أبي بن كعب -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (بَشِّرْ هَذِهِ الأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ وَالرِّفْعَةِ وَالدِّينِ، وَالنَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ فِي الأَرْضِ) (رواه أحمد، وصححه الألباني).
- كونوا حائط صَدٍّ: لشياطين الإنس والجنِّ؛ لا تُعطوهم الفرصة في خلاف أو شقاق أو نزاع أو خصام، أو العيش بدون هدف أو غاية، واعلموا أننا نَملك العزيمة والقوة والإرادة؛ فأجْمِعوا أمركم على رضا الله، والحذر كلَّ الحذر من كل ما يُغضِبه؛ فوالله نحن في مِنَّةٍ ما بعدها مِنَّةٌ أن جعلنا مسلمين، وجعلنا نُقدِّم أرواحنا فداءً لهذا الدين، (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (الصف: 8(.
شبابنا، اللهَ اللهَ في دينكم وعقيدتكم وعبادتكم وصحتكم وعملكم وأهليكم وأولادكم.
والله من وراء القصد.