كتبه/ علاء بكر
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
القيمة الأدبية لكتاب الأغاني:
يُعدُّ كتاب (الأغاني) لأبي الفرج الأصفهاني من أشهر الكتب الأدبية؛ إذ حشد فيه كاتبه كلَّ ما وصلت إليه ووقعت عليه يداه من الأشعار والقصص والحكايات والأخبار المتداولة بين الناس عن الأمراء والشعراء والمغنيات والسُّمار؛ خاصة الماجنين منهم والماجنات، الذين جعلهم أبو الفرج المادة الأثيرة لأحاديثه ومروياته، يقدِّمها مادة دسمة ممتعة لمن يهفو ويتطلع إليها من أهل الترف والمجون والفجور من محبي هذا النوع من الشعر والغناء وقصصه وأخباره، في كتاب لم يُكتب مثله بهذا الحجم وهذه النوعية!
وقد طالت رواياته وأخباره وحكاياته الصحابةَ والخلفاءَ وكبارَ القوم والأغنياءَ، والشعراءَ والمغنين والمغنيات، وأربابَ الموسيقى والعزف، في جو ملؤه رائحة السكر والعربدة والمجون، وهو في هذا كله لا يتحرى ولا يعبأ بمدى صحة ما ينقل ويكتب؛ إذ همه المتعة والإمتاع لا كتابة التاريخ، أو فرز الحوادث والأخبار وتحري نقل الصحيح منها لا الضعيف عن الشخصيات التي تعرض لذكرها في كتابه الضخم على كثرتهم، فيا لها من غيبة غير محمودة! وتشويه لأناس وتشنيع عليهم، ومنهم شخصيات تاريخية معروفة ومشهورة، عُرف عنهم من مصادر أخرى عديدة موثقة خلاف ما أورده عنهم الأصفهاني في كتابه برواياته الضعيفة والمكذوبة؛ مما يجعل هذا الكتاب لا قيمة له من الناحية التاريخية، ولا ينبغي أن يُعدَّ بحال من الأحوال مصدرًا وسبيلاً لمعرفة سيرة الأشخاص الذين ذكرهم -خاصة الفضلاء منهم- والترجمة عنهم، وصحة وسلامة ما نقله عنهم من الأحداث والأخبار التي أوردها من سيرهم؛ خاصة وأنه لم يتعرض أحدٌ بعدُ -رغم شهرة الكتاب بين الشعراء والأدباء والأغنياء والمترفين جيلًا بعد جيل- بجدية لتنقية هذا الكتاب من أوله إلى آخره من تلك الأخبار والروايات الضعيفة والمكذوبة المدسوسة فيه، وما أكثرها، بل هي عماد مادة الكتاب وأساسه.
فالكلُّ تقريبًا يرى أنه مجرد كتاب للأدب والشعر والغناء ليس إلا؛ إنما يقرأه من يتطلع لقراءته من أجل المتعة والتلذذ واللهو والتسلية بقصصه وأشعاره وأخبار المغنيات الماجنين والفساق التي كانت متداولة بين الشعراء والأدباء، وأصحاب المغنى والترف في عصر صاحب الكتاب وقبله لا أكثر من ذلك، حتى وإن جعل الكاتب من بينهم من شخصيات سيرتها أبعد وأرفع عن ذلك بشهادة الثقات الأثبات من علماء الأمة المعتبرين ومؤرخيها، وهذا هو وجه خطورة هذا الكتاب العابر للقرون والأجيال، وأثره السيء في الأمة قديمًا وحديثًا، بما يوجب التحذير منه.
فكتاب الأغاني عند ابن خلدون -مثلًا- وغيره، هو كتاب أدبي؛ ولذلك فإن كاتبه مغرم بالرواية وبدون تدقيق؛ لذا لا يصلح كتابه أن يكون كتابًا للعلم أو للتاريخ أو للحكم على ما ورد فيه من شخصيات، فشتان ما بين الراوي والمؤرخ.
بين الراوي والمؤرخ:
الراوية: هو البعير الذي يُستقى عليه الماء، وكذا يقال للرجل المستقي أيضًا راوية. ورجل رواء إذا كان الاستسقاء بالراوية له صناعة، يقال جاء رواء القوم. وفي حديث غزوة بدر: "فَإِذَا هُمْ بِرَوَايَا قُرَيْشٍ" (رواه مسلم)؛ أي: إبلهم التي كانوا يستقون عليها. ورويت الحديث والشعر فأنا راوٍ في الماء والشعر من قوم رواة. ورويته الشعر تروية: أي: حملته على روايته. وجاء في المعجم الوجيز: "روى القوم، وعليهم ولهم، ريًّا: استقى لهم الماء. وروى الحديث أو الشعر رواية: حمله ونقله. فهو راوٍ. والجمع رواة. وروى الزرع: سقاه".
الراوي يحتفظ بالمرويات كما أخذها عن شيخه من غير تغيير أو تبديل فيها وذلك بحفظها ووعيها، وقد يضم إلى ذلك تدوينها في كتاب. ويشترط في الراوية القدرة على الضبط لما يرويه لئلا يتطرق الخلل إلى مروياته، فالراوية إنما يهتم ما استطاع أولًا وقبل كل شيء بالصحة في النقل.
أما المؤرخ فهو الذي يطلب الحقيقة فيما يكتب، فيرى ألا يحمل إلا ما هو الحق أو ما يتوقع أنه الحق. فالراوي إنما يحرص على النقل، والمؤرخ إنما يحرص على صحة المنقول ورجحانه. فالرواة إنما يعتمدون في عملهم صدق النقل وصحة الإسناد. والراوي ناقلٌ للخبر دون نقد لمتنه صدقًا كان ذلك المنقول أو كذبًا، وقد يكون لا بأس عليه في ذلك، وإنما البأس على الراوي في الوضع أو في الرواية عمن لم يرو عنه، أو التحديث عمن لم يسمع منه، أو يأخذ عنه بمكاتبات أو إجازات.
والراوي ناقلٌ لرأي غيره ومصوِّرًا لوجهة نظر الآخرين، وربما يروي الآراء المختلفة أو المتعارضة أحيانًا بدون ترجيح، بل ربما يروي ما يقع تحت يده من الأخبار حتى وهو يرى أنها من الموضوعات والمصنوعات ومن الأكاذيب أو من الأوهام، بينما المؤرخ يحاول أن يصور لنا الحقيقة كما رآها أو كما يراها من وجهة نظره هو. وحتى يصل المؤرخ إلى الحقيقة التي يرتضيها فمن حقه أن يستغني عن إيراد كثير من الأخبار التي لا يرتضيها العلم، أو يعمد إلى الترجيح بين الروايات المتعارضة لكونه لا يعتقد أنها كلها حق.
والراوي يقتصر دوره على النقل والرواية فلا يتعداه، بينما المؤرخ فمن حقه أن يعمد إلى البراهين النظرية والأدلة العقلية، فيقدم المقدمات، ويستنتج النتائج، ويستنبط ما يملأ به ما قد يكون أمامه من فراغ ليستكمل الصورة الحقيقية كما يراها وآمن بها ليقدمها من وجهة نظره كاملة غير منقوصة.
الأصفهاني راوٍ لا مؤرخ:
قال د. محمد خلف الله في كتابه: (صاحب الأغاني أبو الفرج الأصفهاني الراوية): "أبو الفرج واضح الدلالة في أنه كان يجري على مذهب الرواة، وأول ما يطالعنا من هذه الدلالات أن أبا الفرج كان يحرص حرصًا شديدًا على ألا يفوته أي شيء مما يعرفه الناس، فهو حريص على جمع كل ما قيل حتى ولو كان من المصنوعات والأكاذيب. وليس ذلك من مذاهب المؤرخين الذين يحرصون الحرص كله على الوقوف على الحقيقة، وذكر ما يعتقدون أنه الحق" (ينظر: صاحب الأغاني أبو الفرج الأصفهاني، د. محمد أحمد خلف الله - ط. مكتبة الأنجلو المصرية - القاهرة - ط. الثانية 1962، ص: 248).
والدلائل على ذلك في كتاب الأغاني عديدة؛ منها:
- قول صاحب الأغاني: (وممن حكي عنه أنه صنع في شعره وشعر غيره المنتصر، فإني ما ذكرت ما روي عنه أنه غني فيه على سوء العهدة في ذلك وضعف الصنعة؛ لئلا يشذ عن الكتاب شيء قد روي وتداوله الناس" (راجع المصدر السابق، ص 248 نقلًا عن الأغاني)؛ فهو ينقل في كتابه الجامع هذا شعرًا يعلم تمام العلم أنه مصنوع لأنه يريد أن يملأ كتابه بكل ما تداوله الناس حتى المكذوب منه المصنوع.
- قول صاحب الأغاني: "وممن هذه سبيله في صنعة الغناء المعتز بالله، فإني لم أجد له شيئًا إلا ما ذكره الصولي في أخباره، فأتيت بما حكاه للعلة التي قدمتها من أني كرهت أن يخل الكتاب بشيء قد دونه الناس وتعارفوه" (المصدر السابق، ص 248، نقلًا عن الأغاني).
- قول صاحب الأغاني: "هذه الأخبار التي ذكرتها عن ابن الكلبي موضوعة كلها، والتوليد بين فيها وفي أشعاره، وما رأيت شيئًا منها في ديوان دريد بن الصمة على سائر الروايات، وأعجب من ذلك هذا الخبر الأخير فإنه ذكر فيه ما لحق دريد من الهجنة والفضيحة في أصحابه وقتل من قتل معه وانصرافه منفردًا. وشعر دريد هذا يفخر فيه بأنه ظفر ببني الحارث وقتل أماثلهم. وهذا من أكاذيب ابن الكلبي. وإنما ذكرته على ما فيه لئلا يسقط من الكتاب شيء قد رواه الناس وتداولوه" (المصدر السابق، ص 249، نقلًا عن الأغاني).
قال د. محمد أحمد خلف الله: "أبو الفرج إذًا يجمع كل ما قيل، يجمع الصادق وغير الصادق؛ لأنه لا يريد أن يخلو كتابه من شيء يعرفه الناس، ولو كان هذا الذي يعرفونه من المصنوعات والأكاذيب. وتلك كما قلنا ظاهرة من الظواهر التي تلازم الرواة ولا تلازم المؤرخين" (المصدر السابق، ص 249).
ويضيف: "نعم، نحن نعلم أن أبا الفرج كان أحيانًا يعقب على غير الصادق، ولكن ذلك لا يخرجه من عداد الرواة، ولن يدفع به إلى عداد المؤرخين؛ وذلك لأن أبا الفرج لم يكن ليعقب على كل خبر، كما أنه لم يقم اختياره للأخبار على أساس الصدق والصحة، بل نستطيع أن نقول: إنه كان يقيم أساس الاختيار في كثير من الحالات على ما فيه متعة، من كل ما هو من نسج الخيال أو من كل ما هو من الأكاذيب عند المؤرخين" (المصدر السابق، ص 249-250).
قول أبي الفرج الأصفهاني بعد روايته لأحد الأخبار: "وأحسب أن هذا الخبر مصنوع، ولكن هكذا أخبرنا به ابن أبي الأزهر) (المصدر السابق، ص 251، نقلًا عن الأغاني).
- قوله أيضًا: "إنما ذكرت الخبر الذي رواه الزيادي على ما فيه من التخليط؛ لأني إذا أتيت بالقصة ذكرت ما يروى في معناها" (المصدر السابق، ص 251، نقلًا عن الأغاني).
قال د. خلف الله: "مذهب أبي الفرج إذًا أن يروي القصة كما وصلت إليه، والخبر كما وقع إليه، ليس يعنيه صدق أو كذب بقدر ما تعنيه هذه الرواية. ومن هنا كنا نراه في بعض الأحيان يذكر القصة المصنوعة من طرق عديدة وبأسانيد مختلفة، يذكرها مع هذه الطرق وهذه الأسانيد مع اعتقاده بأنها من المصنوعات" (المصدر السابق، ص 251).
وأضاف: "كما نراه في مواقف أخرى يرجح رواية على رواية لا لأنها أصح، بل لأن اللفظ أتم".
ومن ذلك قول أبي الفرج: "ونسخت من كتاب ابن النطاح عن الهيثم بن عدي، وقد أخبرنا محمد بن العباس اليزيدي في كتاب الجوابات، قال: حدثنا أحمد بن الحارث عن المدائني إلا أن رواية ابن النطاح أتم واللفظ له، قال...." (المصدر السابق، ص 252 بتصرفٍ).
- مخالفة روح أبي الفرج لروح المؤرخين المعتادة؛ إذ يحرص المؤرخون على ألا يذكروا في كتبهم إلا ما يطمئنون إليه ويعتقدون أنه الحق والصواب؛ قال د. خلف الله: "وروح أبي الفرج فيما نرى هي روح الرواة الذين يروون الخبر وهم يتبرؤون من العهدة، ويروون الأخبار وهم لا يقصدون إلى أقواها إسنادًا، وإنما إلى أتمها، ويروونها وهم يعلمون أنها في حاجة إلى التعديل بالزيادة أو بغيرها، ويروونها وقد حضوا غيرهم على ألوان من التعقيب والتصحيح، ومن الإضافة أو الزيادة إن وقع الكتاب في أيديهم ووقفوا على ما يحتاج إليه من قصة طريفة أو خبر جديد" (المصدر السابق، ص 254).
ويدل على هذا التصور عند أبي الفرج أمثلة؛ منها:
قال أبو الفرج في كتابه الأغاني: "وأنا أذكر ما وقع إليَّ من أخباره جملًا مستحسنة متبرئًا من العهدة فيها، فإن أكثر أشعاره المذكورة في أخباره ينسبها بعض الرواة إلى غيره، وينسبها من حكيت عنه إليه، وإذا قدمت هذه الشريطة برئت من عيب طاعن ومتتبع للعيوب" (ينظر: المصدر السابق، ص 254، نقلًا عن الأغاني).
وقال أيضًا في كتابه: "ونسخت من كتاب أحمد بن سعيد الدمشقي خبر الأحوص مع سلامة التي ذكرها في هذا الشعر، وهو موضوع لا أشك فيه؛ لأن شعره المنسوب إلى الأحوص شعر ساقط سخيف لا يشبه نمط الأحوص، والتوليد فيه بيِّن يشهد أنه محدث، والقصة أيضًا باطلة لا أصل لها، ولكني ذكرته على ما فيه من سوء العهدة" (المصدر السابق، ص 254-255، نقلًا عن الأغاني).
وقال في موضع آخر: "وقد كنا وجدنا هذا الشعر في رواية علي بن يحيى عن إسحاق منسوبًا إلى المرقش، وطلبناه في أشعار المرقشين جميعًا فلم نجده، وكنا نظنه من شاذ الروايات، حتى وقع إلينا في شعر داوود بن سلم، وفي خبر أنا ذاكره في أخبار داوود. وإنما نذكر ما وقع إلينا عن رواته، فما وقع من غلط فوجدناه ووقفنا على صحته أثبتناه وأبطلنا ما فرط منا غيره، وما لم يجر هذا المجرى فلا ينبغي لقارئ هذا الكتاب أن يلزمنا لوم خطأ لم نتعمده ولا اخترعناه، وإنما حكيناه عن رواته واجتهدنا في الإصابة، وإن عرف صوابًا مخالفًا لما ذكرناه وأصلحه فإن ذلك لا يضره ولا يخلو به من فضل وذكر جميل -إن شاء الله-" (المصدر السابق، ص 255، نقلًا عن الأغاني).
فأبو الفرج هو مجرد راوية يحمل كل ما يصل إليه، ويذكر كل المرويات كما وصلته ولو لم تكن من الحقائق ولو كانت باطلة ولا أصل لها؛ لأنه يُراد بها الإمتاع والمؤانسة، وتلك هي روح الراوية، وليست روح المؤرخ الذي يكتب التاريخ ولا يذكر إلا ما يعتقد أنه الحق.
احتفاء المستشرقين البالغ بكتاب الأغاني:
كتاب الأغاني كتبه أبو الفرج الأصفهاني في بضع وعشرين مجلدًا ليسامر به المترفين والأغنياء والسمار من الماجنين الفارغين في أسمار الليالي، ليس هو بكتاب علم ولا كتاب تاريخ. وأبو الفرج الأصفهاني كان من الأدباء الماجنين، وكان أيضًا من الشعوبيين الكارهين للعرب؛ بالإضافة إلى أنه كان شيعيًّا. وكان من عادة أبي الفرج أنه يذهب إلى سوق الوراقين، وهي عدة من الدكاكين مملوءة بالكتب، فيشتري الكثير من هذه الكتب ويحملها إلى بيته، ثم تكون منها رواياته وحكاياته وأخباره، ومن كان هذا حاله فلا وزن لرواياته وحكاياته، لا يُؤخذ منها علم ولا تاريخ، ولا يُعتد بها في إثبات حكم أو إبداء رأي في حق من ذكرهم في كتابه من شخصيات أو مواقف وأحداث، و(كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ) (رواه مسلم).
لقد وضع أبو الفرج كتابه لإمتاع النفوس صاحبة المجون، جمع فيه الكثير والكثير من أخبار الخلاعة والمجون والأشعار الساقطة خاصة المغناة منها؛ لذا قال عنه زكي مبارك: "والخطر كل الخطر أن يطمئن الباحثون إلى أن لروايات الأغاني قيمة تاريخية، وأن يبنوا على أساسها ما يثيرون من حقائق التاريخ" (راجع في ذلك كتاب: مؤلفات في الميزان، للأستاذ أنور الجندي، ص 102). لكن عمد المستشرقون رغم كل ذلك إلى الاعتماد على كتاب الأغاني هذا وجعلوه مرجعًا تاريخيًّا مهمًّا لهم يعتمدون -ومن تابعهم من تلاميذهم- عليه في أبحاثهم بغرض تشويه تاريخ المسلمين في أزهى عصوره، إبان الدولة الأموية ثم الدولة العباسية؛ لذا اعتمد على كتاب الأغاني للأصفهاني كمرجع تاريخي المستشرق (لامنس) في كتابه: (تاريخ بني أمية)، وكذلك اعتمد عليه كمرجع تاريخي المستشرق (فلهوزن) في كتابه (الدولة العربية وسقوطها) (راجع: مؤلفات في الميزان، ص 100-103).
- هنري لامنس: مستشرق ومؤرخ، ولد في جنت ببلجيكا عام 1862، وتوفي في بيروت عام 1937. تلقى تعليمًا دينيًّا، وانضم في سن الخامسة عشرة لجماعة اليسوعيين في بيروت، وعاش معظم حياته في الشام، حيث استقر في لبنان وعده وطنه الثاني. درس العربية واللاتينية واليونانية. وكتب بالفرنسية عن التاريخ المبكر للإسلام، وقام بعدة دراسات عن الدولة الأموية التي تخصص في دراستها. ويُعدُّ لامنس من أشد المستشرقين المتعصبين المتحاملين على الإسلام، مما عرضه لانتقادات واسعة والتشكيك في أمانته العلمية، واتهامه بافتقاد الحيادية وتزييف الحقائق والسعي لتشويه التاريخ الإسلامي. لذا فهو يُعدُّ نموذجًا سيئًا للمستشرقين الباحثين في الإسلام.
- يوليوس فلهوزن: مستشرق ومؤرخ وباحث ألماني، وأحد رواد مدرسة الاستشراق الألماني. عاش من عام 1844 إلى عام 1918، له دراسات متعمقة في التاريخ الإسلامي المبكر.
من أبرز أعماله: كتابه: (الدولة العربية وسقوطها)، تعرَّض فيه لتاريخ الدولة العربية من ظهور الإسلام إلى نهاية الدولة الأموية.
وللحديثة بقية -إن شاء الله-.