كتبه/ محمد صادق
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
ففي زمن الأزمات، قد يظن البعض أن الأمل مجرد شعور نفسي جميل أو حالة عاطفية يرددها المتفائلون، لكن الحقيقة أن الأمل في الله عبادة قلبية، وأن الثبات على الطريق موقف إيماني لا يقل أهمية عن الصلاة والصيام.
الأمل ليس تجاهلًا للواقع، بل هو النظر إلى الواقع بعين الإيمان، واليقين أن موعود الله حق، مهما تأخر النصر أو اشتدت المحنة.
الأمل عبادة قلبية:
- قال الله -تعالى-: (إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) (يوسف: 87).
- الأمل في موعود الله من صفات المؤمنين الصادقين، وهو الذي يدفعهم للاستمرار في البذل مهما ضاقت السبل. فقدان الأمل في الله جريمة قلبية تُغضب الرب قبل أن تحبط العمل.
الثبات موقف إيماني:
- قال الله -تعالى-: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ) (هود: 112).
- الثبات ليس جمودًا، بل هو استمرار في السير نحو الهدف، مع التكيف مع العقبات والمتغيرات.
- الثبات يعني أن تظل واقفًا على أرض الرسالة، حتى لو تغيرت الأرض السياسية أو الاجتماعية من حولك.
العلاقة بين الأمل والثبات:
- الأمل يغذي الثبات، والثبات يحمي الأمل.
- من يملك الأمل ولا يثبت، يضيع حلمه مع أول ريح.
- ومن يثبت بلا أمل، يتحول عمله إلى عادة بلا روح.
كيف نزرع الأمل كعبادة؟
- تغذية القلب بالقرآن: آيات النصر والفرج.
- ذكر قصص الصابرين: من السيرة والتاريخ.
- الصحبة الإيجابية: الرفقة التي تبعث فيك المعنويات.
- تذكر نعم الله السابقة: فكما نجاك من قبل، سينجيك الآن.
- كيف نحافظ على الثبات كموقف؟
- وضوح الهدف: الدعوة غايتها رضا الله، لا المكاسب المؤقتة.
- تنظيم العمل: حتى لا تتآكل الجهود مع الوقت.
- الصبر على الطريق: الصبر زاد الثابتين.
ختامًا:
الأمل عبادة؛ لأنه ثقة في وعد الله، والثبات موقف؛ لأنه التزام بعهده، ومن جمع بين العبادة والموقف، كان ممن قال الله فيهم: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) (فصلت: 30).
فلنكن نحن من يحمل شعلة الأمل في زمن الظلام، ويرفع راية الثبات في زمن الاضطراب، حتى يأتي نصر الله ونحن على العهد.