الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فتدين "الدعوة السلفية" الجريمة النكراء التي نفَّذها جيش الإجرام الصهيوني أثناء قيام النازحين والمهجرين والفارين من إجرامهم -والذين حَطَّ بهم المسير في مدرسة التابعين- بأداء صلاة الفجر؛ فأقدم الكيان الصهيوني على مجزرة مروعة؛ فقصف مدرسة التابعين التي أصبحت مركزًا للإيواء، بعد أن هدمت بيوتهم من قبل، فقصفت إسرائيل مدرسة التابعين بثلاث قذائف أمريكية الصنع، حطَّمت المبنى المكوَّن من طابقين؛ حيث كان النساء والأطفال يسكنون في الطابق الأول، بينما اتخذ النازحون الطابق الأرضي كمسجد للصلاة.
وكما تذكر بعض المصادر: أن عامتهم من حفظة القرآن الكريم.
لم يمنع وجود النساء والأطفال، ولا كون المكان مخصصًا للصلاة، ولا كونهم مدنيين عُزَّل؛ أن يدمر الكيان الصهيوني المبنى فوق رؤوس المصلين والأطفال والنساء، وتحويلهم إلى أشلاء يصعب التعرف على هويتهم!
أسفر القصف المجرم الدامي عن أكثر من مائة قتيل، نحتسبهم شهداء عند الله، بينهم عدد من النساء والأطفال؛ تم التعرف على سبعين شهيدًا، والباقي أشلاء لم يُتعرف على أصحابها حتى الآن، وعدد القتلى قابل للزيادة.
لقد استهدفت يد الإجرام الصهيوني 175 مركزًا من مراكز الإيواء؛ منها: 155 مدرسة، في إجرام مستمر، وتحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية، وباستخدام السلاح الأمريكي، ودعم عدد من الدول الأوروبية وصمت الباقي، بل وصمت العالم من حولنا!
إن إسرائيل تستخدم المجازر وقتل المصلين والنازحين، والنساء والأطفال، كأداة للضغط السياسي، وتحقيق مكاسب في المفاوضات، ولا يقوم بهذا إلا السفلة المتجردين من كل إنسانية أو رحمة، بل ربما تقدم على هذه المجازر لإفشال الوصول لهدنة لا أكثر؛ من أجل استمرار حكومتها المتطرفة في حكم الكيان، والهرب من المحاسبة والمحاكمة.
تأتي هذه المجزرة بعد أن دَمَّرت يد الغدر الصهيونية البنية التحتية في غزة، ومن ضمنها: القطاع الصحي؛ الذي أصبح غير قادر على استيعاب هذه الأعداد من الإصابات، مع نقص أبسط الإمدادات الطبية، ونقص الكوادر الطبية، بل تصفية الكوادر الطبية! مع إغلاق المعابر، ومنع الإمدادات عن الشعب الفلسطيني الصابر المجاهد.
تأتي تلك المجازر والمنظمات العالمية مشغولة "بحقوق!" المنحرفين والملحدين والمارقين عن كلِّ خُلُق وقيمة، والسعي الحثيث في تغيير هوية الشعوب وقيمها، بل والتدخل في شئونها تحت ذريعة: "حقوق الإنسان!"، ثم تغض الطرف عما يحدث في فلسطين من إبادة جماعية وجرائم حرب.
تأتي تلك المشاهد المؤلمة لتذكرنا بحقيقة الحضارة الغربية التي ترى أن حقوق الانسان هي حقوق الإنسان الغربي الأبيض!
فإلى دولنا الاسلامية والعربية:
- آن لكم أن تنتفِضوا؛ نصرة للمظلومين والمستضعفين.
- آن لكم أن تجتمعوا على خطة رشد تنصرون فيها إخوانكم، وترضون فيها ربكم.
- آن لكم أن تقولوا للكيان الصهيوني: كفى. وأن تتوحدوا لتمنعوا إخوانكم من كيان مختلٍ قاتلٍ، قد عاث في الأرض فسادًا.
لقد أَمِن الكيان الصهيوني من العقاب؛ فصار يقتل دون خوف من ردِّ فعلٍ أو ردعٍ، ولكن الله -سبحانه وتعالى- يعلم ويرى، وإنا نجأر إلى الله -سبحانه وتعالى- بأنه هو الحي القيوم: أن ينتقم من الكيان الصهيوني، وأن يذيقهم العذاب أضعافًا مضاعفة؛ فإن الله يغار، وغيرة الله أن تنتهك محارمه.
فاللهم عليك بهم، وبمَن عاونهم، وبمن ساعدهم، وبمن كان قادرًا على ردعهم ولم يفعل.
وإلى شعبنا الساكن في شغاف قلوبنا.. إلى شعبنا الحبيب المجاهد الصابر الصامد نقول: إن حقكم لن يضيع، وإن الله وحده قادر على يبدِّل خوفكم أمنًا، وأن يربط على قلوبكم، وأن يشفي صدوركم وصدورنا: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) (آل عمران: 139، 140).
الدعوة السلفية بمصر
السبت 6 صفر 1446هـ
10 أغسطس 2024م