الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأحد 30 يونيو 2024 - 24 ذو الحجة 1445هـ

الدعوة السلفية كيان إصلاحي سلفي يقوده العلماء (1)

كتبه/ محمود أمين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فقد كثر في الآونة الماضية الحديث عن الدعوة السلفية، خصوصًا بعد وفاة الشيخ سعيد عبد العظيم -رحمه الله- حيث قام خصوم الدعوة السلفية من الإخوان وبعض الاتجاهات والأشخاص بمهاجمة الدعوة وإلقاء سيل التهم والكذب والطعن كعادتهم، رغم مرور أكثر من عشر سنوات على أحداث رابعة، وفشل تجربة الإخوان في الحكم وخسارتهم، فحتى جماعتهم تفككت وانقسمت.

وكانت هذه الفترة كافية لأن يعيد هؤلاء حساباتهم ويشكروا الدعوة السلفية على بُعد نظرها وصحة رؤيتها، وحسن تعاملها مع الواقع، ولن أطيل الحديث عن صحة رؤية الدعوة فهذا أمر لم يعد خافيًا بل يبصره كل ذي عينين إلا من أعمى الله بصره وبصيرته، فلن تملك له من الله شيئًا.

لكن جلاء الأمر يتضح بسؤال بسيط: مَن الذي يقوم اليوم بمقام الدعوة والنصح والبيان، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وينشر الدعوة في وسط قطاعات المجتمع، ويقف حائطًا أمام هجمات العلمنة والتغريب والبدع المختلفة بأنواعها؟

أترك لك إجابة السؤال لتعلم الحقيقة التي يهرب منها هؤلاء.

وكما ذكرت لن أقف كثيرًا مع بيان هذه الحقيقة، وسأنتقل إلى تعامل خصوم الدعوة ومخالفيها معها: ومن ذلك محاولة تشويه الرموز والطعن في الشيخ ياسر برهامي.

وهي محاولة قديمة متجددة يحاول هؤلاء أن يحصروا الدعوة السلفية أولًا في شخص الشيخ ياسر برهامي -حفظه الله- ثم يحاولون تشويهه؛ لا فرق بينهم في ذلك وبين العلمانيين الذين كانوا يهاجمون الشيخ ياسر، ولا ننسى مقال مجلة روز اليوسف قبل ثورة ?? يناير عن الشيخ ياسر بعنوان: (أخطر رجل ضد مصر!).

وقبل أن أرد على هذه الحملات الجائرة في حق الشيخ ياسر أقف مع هؤلاء جميعًا موقف موعظة وتذكير؛ لعل غافلًا أن ينتبه، ومجادلًا بالباطل أن يرجع، فأقول لهم: اعلموا أن الأمور كلها بيد الله، وأننا جميعًا سنرجع إلى الله، وأن من التمس رضا الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس، وأن يوم القيامة موقف عظيم تقف فيه كل نفس تجادل عن نفسها، وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون، فخافوا الله وابتغوا مرضاته، ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا.

واعلموا أن جميع الدعايات السابقة التي قمتم بها وقام بها أهل العلمنة والتغريب كان مصيرها الفشل، كشأن تلك الدعايات التي أرادت أن تشوه دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمهما الله-، واستمرت دعوة الحق -بفضل الله- كما تستمر الدعوة السلفية -بإذن الله- في طريقها، وكما استمر الشيخ ياسر في دعوته وعلمه وتعليمه، وقيامه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فرجع من ذلك بما يرجى به الأجر والثواب، ورجعتم بالخيبة والخسران، والوزر والإثم، وسوء العاقبة، فاعتبروا بما مضى وكفاكم انشغالًا عن واجب الوقت بالتخذيل عن أهل العلم، ودعاة الإصلاح؛ فهذا وزر لو تعلمون عظيم!

أما الدعوة السلفية: فهي كيان ممتد في جميع أرجاء مصر، به جمع كبير من العلماء وطلبة العلم؛ منهم المتخصصون في العقيدة والفقه، والتفسير والحديث، وأصول الفقه، والسيرة والتاريخ، واللغة، والتزكية، وجميع فروع العلم، ولا تكفي هذه الورقات للحديث عنهم وعن جهدهم.

وأما الشيخ ياسر برهامي فعالم شهد له بعلمه الأكابر من أهل العلم، وكان لمشايخ الدعوة المؤسسين لقاءات مع الشيخ ابن باز، والشيخ ابن قاعود، والشيخ العثيمين، والشيخ الألباني، والشيخ أبي بكر الجزائري، وكلهم أثنى على الدعوة خيرًا.

وأما مصنفاته والكتب التي شرحها: فيكفيك أن تدخل على موقع أنا السلفي، وستجد كمية ضخمة من شروح كتب التفسير والحديث والفقه، وكتب السلف المختلفة في فروع العلم المختلفة، وعلى رأسهم: شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، ويمكنك أيضًا أن تجرب فتسمع شرحه -مثلًا- لشرح النووي على صحيح مسلم، أو شرح السنة للبغوي، أو شرح كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب، أو كتاب التوحيد من صحيح البخاري، أو شفاء العليل لابن القيم، أو الواسطية والفتوى الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية، وستجد علمًا غزيرًا وقوة عالية على الفهم والاستنباط، والجمع بين الأدلة المختلفة، واسمع له شرح رياض الصالحين تجد رقة عجيبة وفوائد تربوية، تأخذ بقلبك إلى طريق الاستقامة، أما صدق اللهجة ورقة القلب وصدق النصيحة؛ فلا بد أنك ستعرفه بمجرد سماعك له.

أما سؤال: ماذا ينقمون على الشيخ ياسر؟

فهذا ما نجيب عنه في المقال القادم -بإذن الله-.