حول قوله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا)
السؤال:
1- ما حكم مَن يستدل بقوله -تعالى-: (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ) (الأنفال: 72)، على لزوم نصرة المسلمين على كل حال، ولو بنقض العهود التي بيننا وبين الكفار، بدليل أن أول الآية فيها ذكر الهجرة، حيث إن تمام الآية: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ) (الأنفال: 72)، فيكون الوفاء بالعهد وعدم نصرة المسلمين إذا لم يهاجروا من بلاد الكفر إلى الإسلام، فهؤلاء فقط الذين لا نقطع العهد لأجلهم، وأما المسلمين في فلسطين الآن، فيجب نصرهم عسكريًّا على كلِّ حال ولو كانت هناك عهود بيننا وبين اليهود؟
2- من أي نوع من العهود كان صلح الحديبية؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
1- فهذا كلام فاسد؛ فإن العهود يجب الالتزام بها؛ لعموم قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) (المائدة: 1)، وقد كان المستضعفون من المسلمين في مكة يعانون أنواعَ الاضطهاد، ولم ينقض النبي -صلى الله عليه وسلم- "معاهدة الحديبية" مِن أجلهم، بل لما هَاجَر بعضهم، وهو: "أبو بصير" -رضي الله عنه- ردَّه إلى المشركين لما جاءوا في طلبه، ولما كَوَّن عصابة من المسلمين على ساحل البحر تتعرَّض لقتال قوافل قريش لم ينههم النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولم يرسل مَن يعاونهم، فالعبرة: هل هم داخل حدود دولة المدينة أم خارجها؟
2- صلح الحديبية كان من العهود المؤقتة اللازمة.