الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأربعاء 08 نوفمبر 2023 - 24 ربيع الثاني 1445هـ

فضل الشهادة في سبيل الله (موعظة الأسبوع)

كتبه/ سعيد محمود

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

مقدمة:

- فلا يزال اليهود المجرمون -لعائن الله المتتالية عليهم- يعملون القتل والإبادة في إخواننا في فلسطين على مرأى ومسمع من الدنيا! وحسبنا الله ونعم الوكيل: (وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) (البروج: 9)

- وإن من أعظم وأجل ما تراه الدنيا في أحداث فلسطين في كل لحظة؛ تلك المشاهد المهيبة لأهل غزة وهم يُقبِلون على الموت غير هيابين ولا خائفين، بل إن الدنيا بأسرها تراهم وهم يدعون الله -تعالى- أن يتقبَّل أبناءهم وإخوانهم وآباءهم وأمهاتهم عنده في الشهداء! برغم المشاهد المأساوية التي تصاحب موتهم! وما ذلك إلا لأنهم عَرَفوا فضل الشهادة في سبيل الله.

- إن هذه المشاهد المهيبة لتحوجنا إلى أن نذكِّر أنفسنا والمسلمين أجمعين بفضل الشهادة في سبيل الله، ومن خلال ذلك نذكر بعض الصور المشرفة لمن أقبلوا على الموت في سبيل الله طلبًا للشهادة، وكيف جرت لهم الكرامات، ثم التحذير من التعلق بالدنيا وكراهية الموت في سبيل الله.

(1) بعض ما جاء في فضل الشهادة في سبيل الله:

- إن مِن أعلى المقامات التي تورث الجنات، ورضاء رب الأرض والسماوات، مقام الشهداء عند الله -تعالى-؛ أولئك الذين بذلوا أنفسهم رخيصة في سبيل إعلاء كلمة "لا إله إلا الله"، أولئك الذين ارتوت الأرض بدمائهم، لا لشيء إلا لتكون كلمة الله هي العليا، فعقدوا البيعَ مع الله، السِّلعة أرواحهم ودماؤهم، والثمن الموعود عند الله هو الجنة، ومَن أوفى بعهده من الله؟: قال الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة: 111).

- ولقد أخبرنا الحق -تعالى- أن الشهيد الذي غادَرَ هذه الدنيا ليس بميتٍ يُحسَب في عداد الأموات، بل هو حيٌّ يعيشُ حياةً برزخيَّة ملؤها التكريم والإنعام: قال -تعالى-: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ . يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) (آل عمران: 169-171)، وفي صحيح مسلم عن مسروق قال: سُئل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن هذه الآية: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)، قال: أما إنَّا قد سألنا عن ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: (أَرْوَاحُهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ، لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شاءَتْ، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى تِلْكَ الْقَنادِيلِ، فاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمُ اطلاعه، فَقالَ: هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا؟ قَالُوا: أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي، وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا؟ ففعل ذلك بهم ثلاث مرَّاتٍ، فلمَّا رأوا أنَّهم لن يُتركوا من أن يُسألُوا، قالوا: يا رب، نريدُ أن ترُدَّ أرواحَنا في أجسادنا حتى نُقتل في سبيلك مرَّةً أُخرى) (رواه مسلم).

- ولقد جعل الله كذلك للشهيد خصائص ليست لأحدٍ غيره: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ: يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ، وَيُرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَيَأْمَنُ مِنَ الفَزَعِ الأَكْبَرِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الوَقَارِ، اليَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الحُورِ العِينِ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني). وقد سأل رجلٌ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: مَا بَالُ الْمُؤْمِنِينَ يُفْتَنُونَ فِي قُبُورِهِمْ إِلا الشَّهِيدَ؟! قَالَ: (كَفَى بِبَارِقَةِ السُّيُوفِ عَلَى رَأْسِهِ فِتْنَةً) (رواه النسائي، وصححه الألباني). (كفى بصوت الطلقات والدبابات على رأسه فتنة، كفى بصوت القنابل المتفجرة، والراجمات والصواريخ والقذائف فتنةً، كفى بالكيماويات السامة فتنةً).

- بشرى لكل مَن يرجو الشهادة في سبيل الله: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما يجدُ الشهيد من مسِّ القتل إلا كما يجدُ أحدكم من مسِّ القرصة) (رواه الترمذي، وقال الألباني: "حسن صحيح").

- إن كل ميت يرى مكانه في الجنة لا يمكن إذا خيِّر بين البقاء في نعيمها أو الرجوع إلى الدنيا إلا واختار الجنة؛ إلا الشهيد، فإنه يتمنى أن يرجع لترتوي الأرض بدمائه مرة بعد مرة، لما رأى من فضل الشهادة عند الله: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَلَهُ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا الشَّهِيدُ، يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ؛ لِمَا يَرَى مِنَ الكَرَامَةِ) (متفق عليه).

- ولو لم يكن للقتل والشَّهادة في سبيل الله من الأجر الكبير، لما تمنّى النبي -صلى الله عليه وسلم- أنْ يُقتَل في سبيل الله ثلاث مرَّات: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَالَّذِي ‌نَفْسِي ‌بِيَدِهِ ‌لَوَدِدْتُ ‌أَنِّي ‌أُقْتَلُ ‌فِي ‌سَبِيلِ ‌اللهِ ‌ثُمَّ ‌أُحْيَا ‌ثُمَّ ‌أُقْتَلُ ‌ثُمَّ ‌أُحْيَا ‌ثُمَّ ‌أُقْتَلُ ‌ثُمَّ ‌أُحْيَا ‌ثُمَّ ‌أُقْتَلُ) (رواه البخاري).

(2) صور مشرفة لبعض مَن أقبلوا على الشهادة:

- لما علم الصالحون منزلة الشهادة وقدر الشهداء عند الله، سارعوا في طلب الشهادة والفوز بها، وفي صحيح الأخبار لهؤلاء الأخيار، ما لا يحدُّه حد، ولا يستوعبه بيان، ومن هؤلاء:

- عمرو بن الجموح -رضي الله عنه-: كان عمرو بن الجموح أعرج شديد العرج، وكان كبير السن، وكان له أربعة بنين شباب يغزون مع رسول الله إذا غزا، فلما أراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-أن يتوجه إلى أُحد، أرادَ أن يَتَوجَّهَ معه، فقال له بنوه: "إن الله قد جعل لك رخصة، فلو قعدت ونحن نكفيك، فقد وضع الله عنك الجهاد"، فأتى عمرو بن الجموح إلى رسول الله فقال: "يا رسول الله، إن بَنِيَّ هؤلاء يمنعون أن أخرج معك، والله إني لأرجو أن أستشهد فأطأ بعرجتي هذه في الجنة"، فقال له رسول الله: -صلى الله عليه وسلم-: (أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ وَضَعَ اللَّهُ عَنْكَ الْجَهَادَ"، وقال لبنيه: "وَمَا عَلَيْكُمْ أَنْ تَدَعُوهُ؛ لَعَلَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَرْزُقَهُ الشَّهَادَةَ"، فخرج مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقُتل يوم أُحد شهيدًا. وفي رواية: "أنه جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ قُتِلَ الْيَوْمَ دَخَلَ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: "نَعَمْ"، قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا أرجعُ إِلَى أَهْلِي حَتَّى أَدْخُلَ الْجَنَّةَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا عَمْرُو! لَا تَألَّ عَلَى اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: -صلى الله عليه وسلم-: "مَهْلًا يَا عُمَرُ! فَإِنَّ مِنْهُمْ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبرَّه، مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ يَخُوضُ فِي الجنة بعرجته" (رواه ابن حبان وغيره).

- وهذا أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ -رضي الله عنه-، تَغَيَّبَ عَنْ قِتَالِ بَدْرٍ وَقَالَ: تَغَيَّبْتُ عَنْ أَوَّلِ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ النَّبِيُّ، وَاللَّهِ لَئِنْ أَرَانِي اللَّهُ قِتَالًا لَيَرَيَنَّ مَا أَصْنَعُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ قال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء -يعني أصحابه- وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء -يعني المشركين-، ثم تقدم، واستقبله سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فقال: يا سعد بن معاذ، الجنةَ! فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ دُونَ أُحُدٍ، قَالَ: فَحَمَلَ فَقَاتَلَ فقُتِلَ، فَقَالَ سَعْدٌ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَطَقْتُ ما أطاق، فقالت أخته: والله ما عرَفتُ أَخِي إِلَّا بِحُسْنِ بَنَانِهِ، فَوُجِدَ فِيهِ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ جِرَاحَةً ضَرْبَةُ سَيْفٍ وَرَمْيَةُ سَهْمٍ وَطَعْنَةُ رُمْحٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) (الأحزاب: 23) (متفق عليه).

- سعد بن خيثمة -رضي الله عنه-، لما كان يوم بدر، اقترع مع أبيه للخروج، ليبقى الآخر مع النساء والعيال، فخرجت القرعة لسعد، فقال خيثمة: يا بني آثرني بالخروج، فقال سعد: "يا أبتاه!، والله ما تطمع نفسي في هذه الدنيا بشيء دونك، لكنها الجنة يا أبتاه، والله لو كان غير الجنة لآثرتك به"، وانطلق يجاهد في سبيل الله، وفى اليوم التالي جاء الخبر إلى خيثمة، قالوا: لقد قُتِل ولدك، ونحتسبه شهيدًا عند الله -جل وعلا-، فما كان منه إلا أن قال: "أواه أواه، والله لقد فاز بها دوني، والله لقد كان أعقل مني، لقد رأيته البارحة يسرح ويمرح في أنهار الجنة وثمارها وأزهارها، ويقول: يا أبتاه! الْحَقْ بنا، فإنَّا قد وجدنا ما وعَدَنا ربُّنا حقًّا".

خاتمة: ضرورة إحياء روح حب الموت في سبيل الله في الأمة:

- حب الموت في سبيل الله علامة على الإيمان، والعكس علامة على النفاق: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِهِ؛ مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ) (رواه مسلم). وهذا سَيْفُ اللَّهِ الْمَسْلُولُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، يقولُ وَهُوَ فِي سِيَاقِ الْمَوْتِ: "لَقَدْ شَهِدْتُ كَذَا وَكَذَا مَوْقِفًا وَمَا مِنْ عُضْوٍ مِنْ أَعْضَائِي إِلَّا وَفِيهِ رَمْيَةٌ أَوْ طَعْنَةٌ أَوْ ضَرْبَةٌ، وَهَا أَنَا ذَا أَمُوتُ عَلَى فِرَاشِي كَمَا يَمُوتُ الْعِيرُ! فَلَا نَامَتْ أَعْيُنُ الْجُبَنَاءِ".

- ما نراه في هذه الأزمان من تسلط الأعداء، وتكالب أمم الكفر من كل مكان واتحادهم ضد المسلمين، إنما هو بسبب التعلق بالدنيا: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- -: (يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا)، فقال قائل: أَوِ من قلة نحن يومئذٍ؟ قال: (بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ)، فقال قائل: يا رسول اللَّه وما الوهن؟ قال: (حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ) (رواه أبو داود، وصححه الألباني).

- أيها المرابطون على ثغور الموت في غزة... أنتم تعلِّمون الدنيا حب الموت في سبيل الله، ونرجو الله أن يجعلكم ممَّن قال فيهم نبيه -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِى قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يأتي أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ) (رواه مسلم).

اللهم انصر المسلمين في فلسطين وسائر الأرض، وارزقنا شهادة في سبيلك.