الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الإثنين 13 فبراير 2023 - 22 رجب 1444هـ

هل من معتَبَر أو متهيِّئ؟

كتبه/ سامح بسيوني

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فالله -عز وجل يرسل بالآيات (كالزلازل، والبراكين، وغيرها)؛ تخويفًا لعباده كي يعودوا إلى دينهم وإلى توقير ربهم، وإلى تعظيم حرماته وحفظ دينهم؛ فلا يضيعوا معالم دينهم إرضاءً لشهواتهم؛ فقد قال -تعالى-: (‌وَمَا ‌نُرْسِلُ ‌بِالْآيَاتِ ‌إِلَّا ‌تَخْوِيفًا) (الإسراء: 59)؛ فالله يخوف الناس بما شاء مِن آية لعلهم يعتبرون، أو يذكرون، أو يرجعون.

- روي أن الكوفة رجفت على عهد ابن مسعود -رضي الله عنه-، فقال: "يا أيها الناس إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه".

- وذَكر ابن أبي الدنيا عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: أنه دخل على عائشة -رضي الله عنها- هو ورجل آخر، فقال لها الرجل: يا أم المؤمنين، حدثينا عن الزلزلة، فقالت: "إذا استباحوا الزنا، وشربوا الخمر، وضربوا بالمعازف، غار الله -عز وجل- في سمائه، فقال للأرض: تزلزلي بهم، فإن تابوا ونزعوا، وإلا هدمها عليهم".

يا أنا وأنت أنا؛ الزلازل والآيات تأتي بأمر ربها بدون قدرة منا على منعها، وقد تأتي وأحدنا في حال قد لا يكون مهيأ فيه للقاء ربه، كما أن الموت قد يأتي بدون مقدمات ولا إنذارات ولا أسباب؛ فقط بتقدير الله.

فهلَّا تهيأنا للقاء ربنا، ورجعنا إلى تعظيم شعائر ديننا، وحفظ حدوده، وإقامة دينه في نفوسنا، والعمل على نشر تعاليمه وقيمه في مجتمعاتنا وبين أجيالنا قبل أن يأخذنا الله بذنوبنا.

فوالله لو عاقبنا الله بما يفعله السفهاء منا؛ لزُلزلت أحوالنا، وضاع كل ما نخطط له في حياتنا، أو ما نسعى لتحقيقه في هذه الدنيا لأنفسنا أو لإعمار بلادنا.

فاللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، وتب علينا، وردنا إليك مردًّا جميلًا.