الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الإثنين 04 فبراير 2019 - 29 جمادى الأولى 1440هـ

هل آن لشعب "مورو" أن يفرح؟!

كتبه/ أحمد الفولي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

"آن لشعب مورو أن يفرح"... كلمات قالها لي صديقي المسلم الفلبيني عبد الوهاب علماء كويلان -مسؤول الجالية الفلبينية بالقاهرة- تعقيبًا على نجاح الاستفتاء الأخير لشعب "مورو" جنوب الفلبين، والذي مُنح على إثره شعب مورو الحكم الذاتي للبلاد.

وقفتُ مع كلماته لأفكر فيها، وما الداعي لها؟

وهل المستجدات تستحق الفرحة أم لا؟

فإذا بي أجد واقعًا مريرًا، وتاريخًا قديمًا طويلًا، مليئًا بالظلم والدماء والبغي، والتجاوز على حقوق المسلمين؛ يحلم المسلمون الآن بانتهائه.

هذا الظلم الذي حوّل مسلمي الفلبين بعد ما كانوا يعيشون في دولة مسلمة تحكم بالشريعة لمدة تتجاوز الـ8 قرون، إلى أقلية مسلمة فقيرة مهمّشة، تعيش في جزُر الجنوب الذي تُسرق ثرواته، ويُحرم أبناؤه مِن سائر حقوقهم.

احتلال أسباني قمَع مسلمي الفلبين بالحديد والنار، وحوَّلهم مِن الإسلام إلى المسيحية بالقوة المفرطة، تلاه احتلال أمريكي بالتناوب مع الإسبان، ثم احتلال ياباني، لتمر الفلبين بثلاث مراحل، تفقد في كل مرحلة منها عددًا مِن أبنائها، بل وقدرًا كبيرًا مِن دين رجالها.

والمتتبع لطريقة إنهاك الفلبين والقضاء على الإسلام فيها؛ يجد أن الطريقة واحدة، وهي الإجهاز على أي مشروع يستهدف إقامة "الإسلام" كمنهج حياة؛ لأن الحقيقة تؤكِّد أن هؤلاء يكرهون الإسلام في الحقيقة.

ولسان حال هؤلاء المجرمين الذين يكرهون الإسلام: "أيها المسلمون... أقيموا هذا الإسلام داخل مساجدكم وبيوتكم، أما إن أردتم أن تتحاكموا إليه، فعندها ستكون نهايتكم"، وهذا هو ما طبَّقه هؤلاء مع الفلبين وغيرها، مِن نماذج أرادتْ أن تتعايش مع الإسلام كـ"منهج حياة"؛ منهج شمولي يشمل حياة العبد وعباداته.

وبعد مرور عشرات السنين مِن كفاح شعب "مورو" بجنوب الفلبين، يشاء الله -عز وجل- أن يتم الاستفتاء الذي يمنح المسلمين حكمًا ذاتيًّا، وبرلمانًا مستقلًا، برئاسة الحاج "مراد إبراهيم" رئيس "جبهة تحرير مورو"، وذلك لمدة 3 سنوات كمرحلةٍ انتقاليةٍ.

فهل ستنجح جبهة "تحرير مورو" في تحقيق الاستقرار للمسلمين في إدارتها الجديدة؟

وهل سيتعاون النظام الفلبيني مع مسلمي مورو، ليتحقق لهم مزيد مِن الاستقرار بعد سنواتٍ مِن الظلم والاضطهاد؟

هذا ما ستكشفه الأيام القادمة.

أسأل الله أن يهيئ لأمتنا أمر رشدٍ وخيرٍ، وأن يحفظ إخواننا المستضعفين في كل مكانٍ.