الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الخميس 07 أبريل 2016 - 29 جمادى الثانية 1437هـ

إقحام النصوص الشرعية في الخلاف السياسي، وضوابط الاستدلال بها

ءالسؤال:

ينتشر الآن بكثافة على مواقع التواصل الخلاف السياسي، بل والمنهجي بيْن أبناء التيار الإسلامي مع تباين أخلاقهم بين حسن وقبيح، وكل فريق يبذل الجهد الكبير لإقناع الآخر بوجهة نظره، ومع ارتباط كل طرف بالعاطفة الدينية تظهر التراشقات بينهم، وكلٌ يستدل مع كل موقف بآية أو حديث، وقد تستخدم الآية الواحدة كدليل للطرفين، وأغلب الشباب ليس أهلاً لأن يكون حتى طالب علم، والسؤال: ما هي أوجه الاستدلال بالآية أو الحديث؟ وما شروط جواز ذلك؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالأصل أن القادر على الاستدلال هم العلماء، وهم أهل الذكر الذين يَعْلمون القرآن وتفسيره، والحديث وشرحه، وصحيحه وضعيفه، ويعرفون الإجماع والخلاف، والقياس وشروطه وضوابطه، وسائر مصادر الاستدلال المختلف فيها، كما يعرفون الخاص والعام، والمطلق والمقيد، والمجمل والمبين، والناسخ والمنسوخ، ويعرفون لغة العرب وقواعد الاستدلال عند أهل السُّنة، فالأصل أن الناس قسمان: أهل ذكر -وهم العلماء-، وغيرهم الذين عليهم أن يسألوا أهل الذكر.

وما يقع على صفحات التواصل "بل التقاطع والتدابر الاجتماعي" مأساة مدمرة لا بد مِن مراجعة الخلل الذي فيها؛ وإلا فعلى العمل الإسلامي "بل المجتمع كله" السلام!