الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
السبت 04 مايو 2013 - 24 جمادى الثانية 1434هـ

زوجته تلح عليه للبحث عن عمل إضافي وترك دروس العلم

السؤال:

أنا على المنهج السلفي وأستمع لمحاضرات حضرتك وأتابع فتاواك النافعة على موقع صوت السلف الذي هو عندي نعمة عظيمة من نعم الله علينا نتواصل من خلاله مع حضرتك وأقرأ فتاواك على أسئلة المسلمين فنفع الله بك وأدام نفع هذا الموقع العظيم.

وسؤالي أني متزوج وعندي 3 أولاد و2 بنات، وأعمل في محل بالكاد يكفيني ويكفي أسرتي، وأنشغل بقيه وقتي في طلب العلم وسماع الدروس وأقوم بخطبة الجمعة وإلقاء درس يومي في المسجد بعد صلاه العشاء من قديم، وقد سمعت من حضرتك أنك تنصح بهذا مؤخرًا -فالحمد لله-.

وزوجتي تقول لي: لابد من تأمين مستقبل الأولاد فهذا أيضًا عبادة، ماذا تقدم أنت للإسلام؟ كم شخص يستمع لك في الخطبة؟ فقلت لها: أقل مسجد يسمع فيه 50 في الخطبة. وكم شخص يستمع في الدرس؟ قلت لها: في الدرس أقل عدد عشرة أشخاص. وكم واحد من الذين يسمعوك ينتفعون ويركزون وينتبهون فيما تقول؟! وهكذا... !

ولما أنكرتُ عليها قالت: هذه الدروس حسب احتياجاتك كحال كل الناس، لا يكون كل وقتك في المسجد وتترك المعيشة، والبنات صغيرات لابد من تأمين مستقبلهن وتجهيزين من الآن كما يصنع كل الآباء والأمهات، ولابد من تحسين الدخل، ولابد من وفرة في المال، ولا يصح أن لا يكون في البيت أي مال مدخر فلو حدث أي ظرف لنا لن نجد شيئًا معنا، ولابد... فما العمل؟

لا أستطيع أن أعمل عملاً آخر وإلا مات قلبي فأنا لم أخلق لطلب الرزق فقط وتأمين مستقبل الأولاد والطعام والثياب؟ لقد تعبت من هذا الزن وهذا الإصرار، فهل أطلقها؛ لأني أخشى أن تكون فتنة لي في ديني؟ وهل هي على صواب في أني لا أنفع الناس ولا يركزون فيما أقول أم أستمر في طريقي ولا ألتفت إلى كلامها؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فأنتَ على صواب فتوكل على الله، وإن وجدتَ فرصة عمل لا تمنعك من الخطبة والدرس فبها ونعمتْ.

وأوصي الأخت بتقوى الله، والأمر بالمعروف وليس النهي عن المعروف وقد قال الله -تعالى-: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذاريات:55)، وأنتَ أول المنتفعين، والعبرة في الرزق بالبركة لا بالوفرة.