الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأحد 30 ديسمبر 2012 - 17 صفر 1434هـ

حول العلاقة الاجتماعية بين المسلمين والمسيحيين

السؤال:

أرجو توضيح علاقة الإسلام بالمسيحية من الناحية الاجتماعية، وتوضيح علاقة المسلم بالمسيحي اجتماعيًّا، وهل الإنجيل محرف؟ وما هي الأدلة على ذلك؟ أرجو الرد مع العلم أني مسيحي، وأريد أن أعرف وجهة النظر الأخرى.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد جاء الإسلام بتصديق جميع الأنبياء والرسل ومحبتهم وتعظيمهم، ومنهم المسيح -عليه السلام-، فلا يكون المسلم مسلمًا إلا بمحبة المسيح والإيمان به رسولاً ونبيًّا كما أخبر عن نفسه في "إنجيل يوحنا" حيث يقول لله -عز وجل- في مناجاة له: "وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ". فهل أوضح من هذه العبارة في بيان عقيدة أهل الإسلام دون غيرهم" "لا إله إلا الله عيسى رسول الله"؟! وقال عن نفسه -عليه السلام-: "لا يُهان نبيٌ فِي مَكَانٍ مَا إلاَّ فِي وَطَنِهِ وبَيْتِهِ".

والنصارى رغم أنهم الآن ليسوا على عقيدة المسيح -عليه السلام- التي جاء بها إلا أنهم أهل كتاب، ولا يعني ذلك أنهم مؤمنون وليسوا كافرين، ولكن لهم معاملة خاصة في جواز إقرارهم على ملتهم في بلاد الإسلام بالعهد أو الذمة أو الأمان بخلاف غير أهل الكتاب؛ ففي إقراراهم في بلاد الإسلام بذلك خلاف بين أهل العلم.

فنحن نرى أن التعايش بسلام بين المسلمين واليهود والنصارى في بلاد الإسلام هو الأصل في العلاقة الاجتماعية بيننا وبينهم طالما لم يحاربونا في الدين، قال الله -تعالى-: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة:8).

فنحن نختلف في الدين، وكل منا يعتقد بطلان عقيدة الآخر، ولكن يعيش معه بسلام في ضوء الشرع.

ونحن نعتقد أن الإنجيل كتاب أنزله الله على عيسى -عليه السلام-، هو كلامه -عز وجل-، أما ما في أيدي النصارى اليوم؛ فهو سيرة المسيح -عليه السلام- كتبها اثنان من تلامذة المسيح واثنان من تلامذة تلامذته يتضمن كلمات من كلمات المسيح التي فيها من الوحي الذي أوحاه الله إليه.

وأما أدلة تحريف الإنجيل فوجود التناقضات فيه كنسب المسيح -عليه السلام-، وغير ذلك... وأحيلك في هذا على كتابين هما: "محاضرات في النصرانية للشيخ محمد أبو زهرة"، وكتاب: "إظهار الحق للشيخ محمد رحمة الله الهندي".