الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأحد 11 مارس 2007 - 21 صفر 1428هـ

عقيدة الرافضة في الأئمة (1)

كتبه/ محمود عبد الحميد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن الرافضة يَدَّعون العصمة للأئمة، ويدَّعون أن الأئمة يعلمون الغيب، مع أن الله -تعالى- قال لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: (قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (الأعراف:188)، وقال الله -تعالى-: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ) (الأنعام:59)، أي: لا يعلمها إلا الله -تعالى-، فهم يدعون أن الأئمة يعلمون الغيب. 

نقل الكليني في "أصول الكافي"، وكتاب "الكافي" عند الشيعة الإمامية مثل البخاري عندنا، فهو كتاب معظم، وهو كتاب جمع فيه الأحاديث الخاصة بهم عن آل البيت، وكلها أحاديث ليس فيها حديث صحيح إلا القليل، ولكنه كتاب مبجل ومعظم عندهم، ونحن ننقل كل النقولات التي فيها هذا الكلام من كتب الشيعة الإمامية حتى لا نكون قد تقوَّلنا عليهم، لذلك؛ فنحن ننقل الكلام من كتبهم، والكتب المعترف بها؛ لأن عندهم عقيدة اسمها: "التقية"، فهم يظهرون خلاف ما يبطنون، فينكرون بعض الكتب.

قال الإمام جعفر الصادق: "نحن خزان علم الله، نحن تراجمة أمر الله، نحن قوم معصومون، أمر بطاعتنا ونهى عن معصيتنا، نحن حجة الله البالغة على من دون السماء وفوق الأرض".

وقال الكليني في "الكافي": "باب أن الأئمة إذا شاءوا أن يعلموا؛ علموا" عن جعفر أنه قال: إن الإمام إذا شاء أن يعلم؛ علم، وإن الإمامية يعلمون متى يموتون، وإنهم لا يموتون إلا باختيار منهم". هذا نص في كتاب "الكافي"، أن يخيرهم الله قبل أن يقبض أرواحهم؛ إذا قبض أرواحهم، وإذا لم يريدوا؛ تركهم، فهذه عقيدة الشيعة في الأئمة.

وذكر الخميني الهالك في إحدى "رسائله" أن الأئمة أفضل من الأنبياء والرسل، وقال -أخزاه الله-: "إن لأئمتنا مقامًا لا يصله ملك مقرب ولا نبي مرسل"، "الحكومات الإسلامية".

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والرافضة تزعم أن الدين مسلَّم للأحبار والرهبان، فالحلال ما أحلوه، والحرام ما حرموه، والدين ما شرعوه"، يعني: الأئمة.

وهذه أبيات شعر كتبها شيخهم المعاصر إبراهيم العاملي في مدح علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وانظر كيف يطل شركه منها، وادعاء الألوهية في هؤلاء الأئمة، يقول فيه:

أبـا حسـن أنـت عيـن الإلــه             وعنـوان قـدرتـه السـاميـة

وأنـت المحيـط بعلم الغيـوب              فهل تعزب عنك من خافية

وأنـت مديــر رحـى الكائنات              ولـــك أبـحـارهـا السـاميـة

لك الأمـر إن شئت تجيء غدًا           وإن شئــت تسفع بالناصية

وهذا كفر بواح واضح من شاعر من شعرائهم، وهو إبراهيم العاملي في مدح علي -رضي الله عنه-.

وقال شاعر آخر يسمى: عليٌّ بن سليمان المزيدي في مدح علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، يقول فيه:

أبا حســن أنـت زوج البـتــول            وحبيب الإله ونفس الرسول

وبدر الكمال وشمـس العقــول           وممـلـوك رب وأنت الـمـلـك

دعــاك النبـي بيــوم الكــديــــر           ونـص علـيك بأمــر الغــديـر

لأنـــك للمـؤمنـين الأمــــيــــــر            وعــــقـــد ولايــتـه قـلــــدك

إليـك تصيــر جمـيـع الأمـــــور           وأنت العليم بـذات الصـــدور

وأنت المبـعـثر ما في القبـــور           وحكـم القيـامة بالنـص لـــك

وأنت السميع وأنت البصـيـــــر          وأنت علــى كـل شــيء قديـر

ولـولاك مـا كان نجـــم يسيــــر           ولا دار لــــــولاك الفـــــلـك

وأنت بكـــل البـرايا علـــــيــــم           وأنت المكـــلم أهــــل الرقــيم

ولولاك ما كـان موسى الكليــم          كليـمًا فسبـحان مــــن كــونـك

سنرى سر اسمك في العالميـن          فحبك كالشمس فـوق الجبيــن

وبغضك في أوجه المبغضيـــــن           كقبـر فـلا فـاز مــن أبغـضــك

فمـن ذا كـان ومــن ذا يكــــون          ومـا الأنبياء ومـا المـرسلـون

وما القلم واللوح وما العالمون         وكـــل عبـيـده مـمــاليـك لــــك

أبا حسـن يـا مـديـر الـوجـــــود        وكهـف الطـريق ومأوى الوفود

ومسقي محبـيك يــوم الــــورود        ومنكـر في البعـث مـن أنكــرك

أبا الحـسن يـا علي الـفـخـــــار        ولاؤك لـي في ضريـحـي منــار

واسمك لي في المضيق الشعار        وحــبـــي مــــدخــلــي جـنـتـــك

بـك الـمـزيـدي عـلـي دخـيــــل        إذا جــــاء أمــر الإلــه الجــليــل

ونادى المنادي: الرحيل الرحيل         وحـاشـاك تـترك مــــن لاذ بـــك

هذا الكلام يدل على عقيدة الشيعة في الأئمة، وكيف يصلون بهم إلى درجة الآلهة، وهم الأئمة الاثنا عشر، فهم يعتقدون في الأئمة أنهم معصومون من الخطأ والزلل مع أن الشيعة يجَوِّزُون على الأنبياء الكفر، يقولون: إنه يجوز أن يأتي النبي بالكفر، ولا يجوز أن يأتي الإمام بالصغيرة ناسيًا ولا ذاكرًا!