الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأربعاء 20 أكتوبر 2010 - 12 ذو القعدة 1431هـ

الرد على من زعم سكوت هارون -عليه السلام- على الشرك لأجل الوحدة والتئام الصف

السؤال:

يزعم بعضهم أن هارون -عليه السلام- لم يُنكِر على قومه عبادتهم العجل من دون الله، وسكت مؤقتًا حتى لا يسبب فرقة في بني إسرائيل، ويقول:

"من أجل وحدة القوم وسد باب الفرقة والشقاق، سكت هارون -عليه السلام- على هذا المظهر من مظاهر الشرك بالله، وهى حجة قدرها النبي موسى -عليه السلام- وأقرها؛ إذ لم يشر النص القرآني إلى أنه رد الحجة أو اعترض عليها!

أي أن هارون -عليه السلام- عندما خيِّر بين إحباط الدعوة إلى الشرك بالله، واحتمال تفتيت المجتمع وشق وحدته، وبين السكوت المؤقت على بادرة الشرك في سبيل دوام الوحدة والتئام الصف؛ فإنه اختار الموقف الثاني، ولم يعترض عليه النبي موسى -عليه السلام-!" انتهى كلامه. فما رأيكم بهذا الكلام؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فهذا كلام باطل ومنكر، وكذب على نبي الله هارون -عليه السلام- الذي برَّأه الله من جهالة هؤلاء الجهال بقوله -تعالى-: (وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي) (طه:90)، فقد نهاهم عن الشرك وأمرهم بالتوحيد حتى كادوا يقتلونه، قال -تعالى- عنه: (إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي) (الأعراف:150)؛ فأين هؤلاء من هذه الآيات؟!

وإنما أنكر موسى -عليه السلام- على هارون -عليه السلام- أنه لم يزايل الكفار ويتبع موسى -عليه السلام- ليخبره بما وقع، وبما كان موسى -عليه السلام- يريده من مزايلة الكفار ومفارقتهم؛ فاعتذر له هارون -عليه السلام- بأنه خشي التفريق بين بني إسرائيل، وقد قام بالإنكار عليهم حتى هموا بقتله.

ولم يستدل عالم قط بما ذكره هذا الجاهل على سكوت هارون -عليه السلام- عن الشرك!