الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأربعاء 17 فبراير 2010 - 3 ربيع الأول 1431هـ

الحكمة في تبشير المسيح -عليه السلام- بالنبي -صلى الله عليه وسلم- باسم أحمد

السؤال:

قال الله -تعالى- عن عيسى -عليه السلام-: (وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) (الصف:6)، فهل هناك حكمة في اختيار اسم أحمد؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فأحمد: أي كثير الحمد، وهذه الصيغة هي التي وردت في الإنجيل فعلاً، وهذا من إعجاز القرآن البالغ؛ فالصيغة اللاتينية لهذه الجملة: "إني إذا لم أذهب لم يأتكم البارقليط الذي يخبركم بكل ما كنتُ أخبركم به"، وكلمة "البارقليط" ترجموها بالتحريف الباطل إلى المُعزي، والمعزي ليس له معنى، وإنما المعنى ما جاء في تتمة الكلام: "الذي يخبركم بكل ما كنتُ أخبركم به"، فهذا الكلام الواضح يدل على أنه نبي يخبر ويدعو بمثل ما يدعو عيسى -عليه السلام-.

فكلمة "البارقليط" أصل معناها في اللغة اللاتينية -التي هي اللغة الأصلية لهذه الكلمة- صيغة مبالغة من الحامد، وأحمد كثير الحمد، فهو أفعل التفضيل من صيغة الحمد، أي: أكثر الناس حمدًا -صلى الله عليه وسلم-، وأمته الحمّادون، فشعار هذه الأمة في الصلاة: "الحمد لله رب العالمين"، وفي أعيادهم: "الله أكبر ولله الحمد"، فالحمد عند هذه الأمة صفة مذكورة في الكتب المتقدمة، فناسب أن يذكر آخر المبشِّرين بالرسول -صلى الله عليه وسلم- أعظمَ صفة واضحة فيه، وهي أنه أكثر الناس حمدًا -صلى الله عليه وسلم-، فأحمد اسم له معنى، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- أحمد، وهو محمد، وهو محمود -صلى الله عليه وسلم-، وأحمد من فعله هو -عليه الصلاة والسلام-.