الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
السبت 06 سبتمبر 2008 - 6 رمضان 1429هـ

الفحش والسب وبذاءة اللسان

كتبه/ ياسر عبد التواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

فمن أكثر الأخلاق التي يجب عليك تغييرها في رمضان هذه التي عنونتها لك، وهي آفة سيئة لكل من ابتلي بها. صحيح أن هناك من يتعافى منها باعتصامه بحسن الخلق وطيب الكلام، لكنها لمن وقع فيها مصيبة كبيرة، ألا تلاحظ أن مثل تلك الأخلاق تأكل حسنات المحسن. فربما ضاع أجر رمضان وغير رمضان في لحظة غضب أو شهوة تفاخر أو رغبة في إظهار جرأة. وكل تلك الأسباب وغيرها تدفع الإنسان إلى الوقوع في الفحش والسب والبذاءة.

أخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغو والرفث، فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل: إني صائم، إني صائم) فأنت تذكر نفسك ومن حولك بحقيقة الصوم؛ حتى لا ينفلت اللسان بما يفسد حقيقة الصوم بالامتناع عن الحرام.

أخرج البخاري والنسائي والبيهقي عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من لم يدع (وفي لفظ: إذا لم يدع الصائم) قولَ الزور والعملَ به والجهلَ فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه).

أخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن جابر بن عبد الله قال: "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الخادم، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك، ولا تجعل فطرك وصومك سواء".

ومصدر ذلك السباب وخبث القول خبث النفس ولؤمها؛ لذا لا يحب الله -تعالى- من تلك صفته، قال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ) رواه مسلم.

ونهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أن تسب قتلى بدر من المشركن فقال: (لا تسبوا هؤلاء فإنه لا يخلص إليهم شيء مما تقولوا وتؤذون الأحياء ألا إن البذاء لؤم) رواه النسائي وصححه العراقي، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذي) أخرجه الترمذي وقال حسن، وصححه السيوطي.

وقال ابن عباس: إن الله حي كريم يعفو ويكنو، كنى باللمس عن الجماع. أي في قوله -تعالى-: (أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً)(النساء:43)

وقال أعرابي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أوصني. فقال: (عليك بتقوى الله وإن امرؤ عيرك بشيء يعلمه فيك فلا تعيره بشيء فيه يكن وباله عليه وأجره لك ولا تسبن شيئاً. قال: فما سببت شيئاً بعده) قال العراقي: رواه أحمد والطبراني بسند جيد.

أخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن جابر بن عبد الله قال: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الخادم، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك، ولا تجعل فطرك وصومك سواء.