الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الخميس 24 أغسطس 2006 - 30 رجب 1427هـ

يا دعوة الإسلام

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبعد:

مرت الصحوة الإسلامية منذ نشأتها بعدد كبير من المحن، وكل محنة لا تخلو من فوائد شخصية وجماعية، والمسلم في المحنة ترد عليه خواطر شيطانية يجب عليه أن يستعين بالله ـ عز وجل ـ ويطردها من نفسه طرداً، وترد عليه خواطر إيمانية مصداقاً لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "إن للملك بقلب بني آدم لمة  وللشيطان لمة، فلمة الملك إيعاذ بالخير وتصديق بالوعد، ولمة الشيطان إيعاذ بالشر وتكذيب بالوعد".

 وهذه الخواطر الإيمانية تستأهل أن تنشر وتذاع على المؤمنين تثبيتاً لأفئدتهم. وفي محنة قصيرة تعرض لها بعض الدعاة كانت هذه الخواطر الجياشة لأحد إخواننا الكرام، رأينا أن نشارك إخواننا في العيش معها.

يـــا دعـــوة الإســـــلام لا أنســــاك     سـيدوم مــر الدهـر طيـــــب شذاك

إن القلـــوب إذا صـــــفـت بعقيـــدة      سلفيـــــة القســمــات قـــد تـرعاك

ما زلـت في قلبــي وطــي جوانحي      وروحي وكل جوارحــي احتضناك

فالصـــدق والإخلاص منك تضرعا      والحــب والإيـــفاء بعض سـمـــاك

والبــذل والإيـثـــــار منــك تدفـقـــا       والـــود والإخــــاء مــن أسـمـــاك

فالنفس تـرجوا جلســـة من عهدك      والعين ترنوا نحــو شمس ضحاك

يا صحبـــة الأحبــــاب مـــا أحـلاك      فالقلــب والأذهــــان لـــم تنســـاك

والروح طارت في سماك ورفـرفت     في جــــوهـــا أشـواق من يـهواك

فالله ينصـــر دعـــــوة كانــت لـنـــا      شـــمـلا يــلــم شتــــاتـنـا علـــواك

ويضم أعضــاء الفصــيل بنســجــة     ضــم الجـلود ولعظــــمها المحراك

ولقد أتــــاني طـــائف في ليـــلـتـي       قـــول الأديـــب الشـاعـــر المتبـاك

يــا دعـــوة الإســـلام لـن أنســــاك      مهما اســتــــمر علي كيــــد عداك

يــا دعــوة الإســـلام نورك عـمنــا      والصبح والإشـراق بعــض سـناك

جـــاء العـــدو بقضـــه وقضـيضـه       جشــع العداوة قاصــديــــن فنــاك

فاســتوحشت نفسـي تعــالج وحدة       واســتعبرت عينــــي لتروي ثراك

فلعـــل أزهــــار المحبـــة تـرتــوي      فقـــدوم يـــانعـــة بقلــب فتــــــاك

فالنور من ضعف الوقـود خفـوتــه      ووقـــود صحبتـــنا لقـــي بفـنـــاك

بعد التئــام الشــمل يستعيـــر اللقى     أضحى النوى في القلب كالأشـواك

ومزارع الأشـواك لا يجنـي ســـوى     وهـــم الجــــراح كمــا يــروم أذاك

ومواكــب النـــور المبيــن له قــذى     وجــحافــل الإيـــمان تحمـي حماك

أمـعانــد الحـــق المبيــن أمـــا ترى     زحــــف البلايــــا بجيشـــها الفتاك

أفــــلا تتــــوب إلى الإلـه وتنتــهي      قبـــل الصيـــاح بويـلتي وهــلاكي

يـــا دعوة الإســلام مهــما يصيـبنا      لن نســتكيـن لـظـــلـم من عــاداك

يــــا دعــوة الإســـلام حبـك سـاكن      بشـــغاف قلبـــي راجيــــا إعـــلاك

يـــا دعــوة الإســـلام عــزك غنمنا      يـــا دعـــوة الإســـلام فـــاز فتــاك

يـــا دعــوة الإســلام رغــم عــدوك     سيــديــم رب النــاس طـــول بقـاك

ويـعـم هـذا الكــون نـــور ســاطــع      يــهـدي إلى الثــقليــن ضــي هداك

ونعود إخواني في السابق عـهــدنا      وتــعــود تـقيــانا بـــروض بـهــاك

يــا صحبة الأحبـاب إن طـال النوى      فالقــلب يـحفــظ عـهــدك ووفــــاك