كتبه/ علاء بكر
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فلم تتوقف تصريحات قادة إسرائيل ومسؤوليها وشخصياتها العامة في أعقاب عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 عن التحريض السافر المباشر وغير المباشر على الإبادة الجماعية للفلسطينيين، وتناقلتها وكالات أنباء عديدة سواء محلية في إسرائيل أو عالمية في شتى أنحاء العالم، وكلها تظهر وتؤكد على النوايا الصريحة من وراء العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة من أول يوم فيه.
وقد أوردت دعوى دولة جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية بعضًا من تلك التصريحات العنصرية منذ أكتوبر 2023 وحتى أواخر ديسمبر 2023، أي: في نحو ثلاثة أشهر فقط، وسجلتها في دعواها في المحكمة، وهي تصريحات استمر صدورها من قادة إسرائيل ومسؤوليها عبر شهور طويلة خلال العدوان على غزة وأهلها، تدعو من خلالها وبوقاحة إلى تدمير قطاع غزة تدميرًا كاملًا، وإبادة جميع سكانه؛ رجاله ونسائه، وشيوخه وأطفاله بلا تمييز، (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) (آل عمران: 118)، وهي تشير بجلاء لا لبس فيه إلى وجود النية المبيتة لدى إسرائيل من أول يوم في عدوانها الغاشم على شعب غزة، وبهذه الوحشية والضراوة، وضرورة الأخذ في الاعتبار أن هذا الأمر جد خطير.
وننقل هنا ما أوردته دعوى جنوب إفريقيا في ذلك الأمر، وقدمته إلى تلك الهيئة الدولية لإثبات تهمة التحريض السافر الصريح على الإبادة الجماعية لأكثر من مليونين فلسطيني يقيمون في قطاع غزة، فمن ذلك:
- في 13 أكتوبر 2023 أكَّد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو (نحن نضرب أعداءنا بقوة غير مسبوقة).
- وفي 15 أكتوبر 2023 بعد أن قتلت بالفعل الضربات الجوية الإسرائيلية أكثر من 2670 فلسطينيًّا مدنيًا أعزل في غزة -منهم 724 طفلًا-؛ صرَّح نتنياهو بأن الجنود الإسرائيليين (يفهمون نطاق المهمة)، و(هم مستعدون لهزيمة الوحوش المتعطشة للدماء التي قامت ضد إسرائيل).
- في 16 أكتوبر وفي خطاب رسمي ألقاه أمام الكنيست الإسرائيلي محرضًا ومهيجًا، وعلى طريقته في الكذب وتصديق كذبه ومطالبة غيره أيضًا بتصديقه، وصف نتنياهو العدوان الوحشي الإسرائيلي على سكان غزة المدنيين بأنه (صراع بين أبناء النور وأبناء الظلام، بين الإنسانية وقانون الغاب!).
وقد كرَّر نتنياهو خطابه التحريضي المغالط للحقيقة هذا في عدة مناسبات، ففي رسالة له إلى الجنود والضباط الإسرائيليين على منصة (أكس) في 3 نوفمبر 2023 أكد فيها أن: (هذه هي الحرب بين أبناء النور وأبناء الظلام. لن نتوقف عن مهمتنا حتى يتغلب النور على الظلام. الخير سيهزم الشر الشديد الذي يهددنا والعالم بأسره!)، كما عاد إلى هذا في رسالته في (عيد الميلاد) قائلًا: (نحن نواجه وحوشًا... وحوشًا قتلت الأطفال أمام والديهم... هذه معركة ليست فقط إسرائيل ضد هؤلاء البرابرة، بل معركة الحضارة ضد الهمجية!).
- وفي 28 أكتوبر 2023 ومع الاستعداد للغزو البري للقوات الإسرائيلية لغزة، استحضر نتنياهو قصة التدمير التام للعماليق من قِبَل بني إسرائيل كما في كتبهم المقدسة، وذلك للتحريض على سكان غزة فقال: (يجب عليك تذكر ما فعله عماليق بك -كما تقول كتبنا المقدسة- ونحن نتذكر!)، وأشار مرة أخرى في رسالة أرسلها في 3 نوفمبر 2023 إلى الجنود والضباط الإسرائيليين إلى قصة العماليق، وفيها ذكر النص الكتابي ذو الصلة كما يلي: (الآن اذهب. هاجم عماليق. وأحرم (أي: اقتل) كل ما يخصه. لا تشفق على أحد، بل اقتل على حدٍّ سواء الرجال والنساء. الأطفال والرضع. الثيران والأغنام. الجمال والحمير!).
- أما رئيس إسرائيل (إسحاق هرتسوج) فأوضح في 12 أكتوبر 2023: أن إسرائيل لا تميز بين المسلحين والمدنيين في غزة، حيث صرَّح في مؤتمر صحفي لوسائل الإعلام الأجنبية فيما يتعلق بالفلسطينيين في غزة والذين يزيد عدد الأطفال بينهم عن مليون طفل: (إنها أمة بأكملها هناك مسئولة. ليس صحيحًا هذا الخطاب عن المدنيين غير المدركين وغير المشاركين؛ ليس صحيحًا على الإطلاق.. وسنقاتل حتى نكسر عمودهم الفقري!).
وفي 15 أكتوبر 2023 أخبر الرئيس الإسرائيلي وسائل الإعلام الأجنبية، على طريقة نتنياهو في الكذب والتحريض، بأنه: (سنقتلع الشر حتى يكون هناك خير للمنطقة بأكملها والعالم).
والرئيس الإسرائيلي هو واحد من العديد من الشخصيات الإسرائيلية الذين كتبوا بخط اليد (رسائل) على القنابل التي ستلقى على المدنيين في غزة.
- أما وزير الدفاع الإسرائيلي (يوآف جالانت) فقد قال في التاسع من أكتوبر 2023: (إن إسرائيل تفرض حصارًا كاملا على غزة؛ لا كهرباء، لا طعام، لا ماء، لا وقود؛ كل شيء مغلق! نحن نقاتل حيوانات بشرية، نحن نتصرف وفقًا لذلك!).
كما أنه أبلغ القوات على حدود غزة بأنه (أطلق جميع القيود) معلنًا بعبارات قاطعة: (غزة لن تعود كما كانت قبل، سنقضي على كل شيء، سنصل إلى جميع الأمان). كما أعلن إن إسرائيل تتحرك نحو (رد كامل النطاق) وأنه (أزال كل قيود عن القوات الإسرائيلية).
- أما وزير الأمن القومي الإسرائيلي (إيتمار بن غفير) فأوضح في 10 نوفمبر 2023 في خطاب تليفزيوني له موقف الحكومة قائلًا: (لتكن الأمور واضحة، عندما نقول: إن حماس يجب أن تدمر؛ فهذا يعني أيضًا الذين يحتفلون، والذين يدعمون، والذين يوزعون الحلوى؛ جميعهم إرهابيون، ويجب أن يدمروا أيضًا).
- أما وزير الطاقة والبنية التحتية الإسرائيلي (إسرائيل كاتس) فقد صرح على (تويتر) في 13 أكتوبر 2023 أن: (جميع السكان المدنيين في عزة مأمورون بمغادرة المكان فورًا، سننتصر، لن يتلقوا قطرة ماء أو بطارية واحدة حتى يغادروا العالم).
وفي تغريدة له في 12 أكتوبر 2023: (مساعدات إنسانية إلى غزة؟ لن يشغل أي مفتاح كهربائي، ولن يفتح أي صنبور ماء، ولن يدخل أي شاحنة وقود، حتى يعاد الأسرى الإسرائيليون إلى ديارهم. الإنسانية مقابل الإنسانية. ولا أحد يعظنا بالأخلاق).
- أما وزير المالية الإسرائيلي (بتسلئيل سموتريتش) فقد صرح في 8 أكتوبر 2023 في اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي إنه (يجب علينا توجيه ضربة لم يشهد لها مثيل منذ 50 عامًا وإسقاط غزة).
- أما وزير التراث الإسرائيلي (أميحاي إيلياهو) فقد نشر على (فيسبوك) في أول نوفمبر 2023: (شمال قطاع غزة أجمل من أي وقت مضى، كل شيء مدمر ومسطح، متعة بصرية حقيقية. يجب علينا التحدث عن اليوم التالي، في ذهني: سنوزع قطع الأراضي على كل من قاتل من أجل غزة على مر السنين، على الذين تم إخلاؤهم من غوش قطيف (مستوطنة إسرائيلية). وفي وقت لاحق جادل هذا الوزير ضد تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين قائلًا: (لن نقدم مساعدات إنسانية للنازيين)، (لا وجود لمدنيين غير متورطين في غزة). وهو أيضًا الذي طرح فكرة إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة!
- أما وزير الزراعة الإسرائيلي (أفي ديختر) فقد ذكر في مقابلة تليفزيونية له نكبة 1948 التي تم فيها إجبار أكثر من 80 % من السكان الفلسطينيين على الفرار من منازلهم لإقامة دولة إسرائيل الجديدة قائلًا: (نحن الآن نطرح نكبة غزة بالفعل).
- أما نائب رئيس الكنيست وعضو لجنة الشئون الخارجية والأمن (نسيم فاتوري) فقال في تغريدة له في 7 أكتوبر 2023: (الآن لدينا جميعًا هدف مشترك: محو قطاع غزة من على وجه الأرض. أولئك الذين لا يستطيعون سيتم استبدالهم).
- وفي 9 أكتوبر 2023 حذر اللواء (غسان عليان) منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في المناطق في فيديو له نشرته القناة الرسمية قائلًا: (حماس أصبحت مثل داعش، ومواطنو غزة يحتفلون بدلًا من أن يشعروا بالرعب. الحيوانات البشرية تعامل وفقًا لذلك. فرضت إسرائيل حصارًا كاملًا على غزة؛ لا كهرباء، لا ماء، فقط الضرر. أردتم جهنم، ستحصلون عليها!).
- وفي 7 أكتوبر 2023 كتب (جيورا إيلاند) اللواء الاحتياطي في الجيش الإسرائيلي، والرئيس السابق لمجلس الأمن القومي ومستشار وزير الدفاع في مجلة على النت يصف عزم قيام إسرائيل بقطع الماء والكهرباء عن غزة فقال: (هذا ما بدأت إسرائيل بفعله، نحن نقطع إمدادات الطاقة والماء والديزل عن القطاع... ولكن هذا ليس كافيًا لجعل الحصار فعالًا، يجب منع الآخرين من تقديم المساعدة لغزة... يجب إخبار الناس أن لديهم خيارين: البقاء والجوع، أو المغادرة. إذا فضلت مصر ودول أخرى أن يموت هؤلاء الناس في غزة؛ فهذا اختيارهم).
وفي نفس اليوم أكد في إحدى الصحف الوطنية أن (عندما تكون في حرب مع دولة أخرى لا تطعمهم، لا تزودهم بالكهرباء أو الغاز أو الماء، أو أي شيء آخر.. يمكن مهاجمة دولة بطريقة أوسع بكثير لجلب الدولة إلى حافة عدم القدرة على العمل. هذه هي النتيجة الضرورية للأحداث في غزة).
وأكد على فائدة خلق أزمة إنسانية في غزة بقوله إنه: (ليس من مصلحة إسرائيل إعادة تأهيل قطاع غزة، وهذه نقطة مهمة يجب توضيحها للأمريكيين). وأنه (إذا أردنا يومًا ما رؤية الرهائن على قيد الحياة، الطريقة الوحيدة هي خلق أزمة إنسانية شديدة في غزة).
وأشار إلى أن الماء يجب أن يكون هدفا، ملاحظًا أن ماء غزة (يأتي من آبار بها مياه مالحة غير صالحة للشرب. لديهم محطات معالجة مياه يجب على إسرائيل ضرب هذه المحطات. عندما يقول العالم كله إننا قد جننا وهذه كارثة إنسانية، سنقول: إنها ليست نهاية، إنها وسيلة).
وفي مقابلة إذاعية بعدها في 12 أكتوبر أعاد التأكيد على أن الجيش يجب: (أن يخلق ضغطًا هائلًا على غزة بحيث تصبح المنطقة مكانًا لا يمكن العيش فيه، لا يمكن العيش حتى يتم تدمير حماس، مما يعني أن إسرائيل لا توقف فقط توريد الطاقة والديزل والماء والطعام كما فعلنا في العشرين سنة الماضية، ولكن يجب علينا منع أي مساعدة ممكنة من الآخرين، وخلق في غزة وضعًا رهيبًا وغير محتمل، يمكن أن يستمر لأسابيع وأشهر).
وقد أكد أيضًا من خلال منصة الإعلام مرارًا الدعوة لجعل غزة غير صالحة للعيش معلنًا (أن دولة إسرائيل ليس لديها خيار سوى جعل غزة مكانًا مؤقتًا أو دائمًا غير صالح للعيش فيه).
وفي مقابلة له بعدها في 6 نوفمبر قال مقترحًا: (إذا كان هناك نية لعمل عسكري في مستشفى الشفاء، والذي أعتقد أنه لا مفر منه، أتمنى أن يكون قد تلقى رئيس الـ (سي آي إيه) تفسيرًا: لماذا هذا ضروري؟ ولماذا يجب على الولايات المتحدة في نهاية المطاف دعم حتى عملية كهذه، حتى لو كانت هناك آلاف الجثث من المدنيين في الشوارع بعد ذلك؟).
واقترح أيضًا أن إسرائيل بحاجة إلى خلق أزمة إنسانية في غزة تجبر عشرات الآلاف أو حتى مئات الآلاف على طلب اللجوء إلى مصر أو الخليج... (غزة ستصبح مكانًا لا يمكن لأي إنسان العيش فيه)، مكررًا في ذلك كلمات رئيس إسرائيل (هرتسوج) الذي كررها مرارًا أنه لا ينبغي التمييز بين مقاتلي حماس والمدنيين الفلسطينيين، قائلًا: (من هن النساء الفقيرات في غزة؟ هم جميع الأمهات والأخوات أو الزوجات لقتلة حماس. من ناحية هن جزء من البنية التحتية التي تدعم المنظمة. ومن ناحية أخرى: إذا واجهن كارثة إنسانية فيمكن افتراض أن بعض مقاتلي حماس والقادة الأصغر سيبدأون بفهم أن الحرب عبثية... يحذرنا المجتمع الدولي من كارثة إنسانية في غزة ومن الأوبئة الشديدة، يجب ألا نتهرب من هذا مهما كان صعًبا. بعد كل شيء، الأوبئة الشديدة في جنوب القطاع ستقرب النصر... إن انهيارها المدني بالضبط هو الذي سيقرب نهاية الحرب. عندما يقول كبار الشخصيات الإسرائيلية في الإعلام (إما نحن أو هم) يجب أن نوضح سؤال: مَن هم؟ (هم)، (هم) ليسوا فقط مقاتلي حماس المسلحين، ولكن أيضًا جميع المسئولين المدنيين، بما في ذلك مديرو المستشفيات والمدارس. وأيضًا كل سكان غزة الذين دعموا حماس بحماس وهللوا لفظائعها في 7 أكتوبر).
- جندي احتياط إسرائيلي يبلغ من العمر 95 عامًا، وهو من قدامي المحاربين الإسرائيليين الذين حضروا مذبحة دير ياسين وحضروا نكبة عام 1948، تم استدعاؤه لرفع معنويات القوات الإسرائيلية قبل الغزو البري لقطاع غزة، حيث قال في خطاب تحفيزي له في 11 أكتوبر 2023 تم بثه على وسائل التوصل الاجتماعي، وهو يحرض الجنود الإسرائيليين على الإبادة الجماعية، يقول وهو يقود مركبة عسكرية إسرائيلية مرتديًا زي الجيش الإسرائيلي: (كونوا منتصرين وأنهوهم. ولا تتركوا أحدا خلفكم. امحوا ذكراهم. امحوهم. عائلاتهم أمهاتهم وأطفالهم. لا يمكن لهؤلاء الحيوانات أن يعيشوا بعد الآن... كل يهودي لديه سلاح يجب أن يخرج ويقتلهم. إذا كان لديك جار عربي لا تنتظر. اذهب إلى منزله وأطلق النار عليه... نريد أن نغزو. ليس كما كان من قبل. نريد الدخول وتدمير ما هو أمامنا، وتدمير البيوت، ثم تدمير الذي يليه بكل قواتنا، دمار كامل، ادخل دمر، كما ترون، سنشهد أشياء لم نحلم بها، ليسقطوا القنابل عليهم ويمحوهم).
- وفي 28 أكتوبر 2023 قال المقدم (جيلاد كينان) رئيس مجموعة عمليات الطيران في الجيش الإسرائيلي يصف سلاح الجو الإسرائيلي بـأنه (يعمل معًا مع جميع الهيئات في جيش الدفاع الإسرائيلي عندما يكون الهدف واضحا: لتدمير كل شيء تم لمسه بيد حماس).
- في 21 ديسمبر 2023 قال (يائير بن داود) وهو قائد في الكتيبة 2908 في الجيش الإسرائيلي في فيديو نشر له على الإنترنت: إن الجيش الإسرائيلي (دخل بيت حانون وفعل هناك كما فعل شمعون وليفي في نابلس)، وأن (كل غزة يجب أن تشبه بيت حانون). وهو يشير بذلك إلى المدينة الواقعة شمال غزة التي دمرها الإسرائيليون بالكامل كما في النص الكتابي عندهم: (في اليوم الثالث عندما كانوا في ألم. أخذ شمعون وليفي اثنان من أبناء يعقوب إخوة دينا، كل واحد مع سيفه جاءوا إلى المدينة دون مضايقات، وقتلوا كل الذكور).
- في 4 نوفمبر 2023 قال (يوغيف بارشيشيت)، وهو عقيد في الجيش الإسرائيلي، وهو نائب رئيس منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في المناطق في فيديو تم تصويره في (بيت لاهيا)، واحدة من قطاع غزة، التي عانت فيما يبدو من مستويات شديدة من الدمار، وتم بثه على التليفزيون الإسرائيلي: (من يعود إلى هنا إذا عاد بعد ذلك سيجد أرضًا محروقة؛ لا بيوت، لا زراعة، لا شيء. ليس لديهم مستقبل).
وعلق (إيريز إيشيل) -وهو عقيد آخر احتياط- قائلًا: (الانتقام قيمة عظيمة، هناك انتقام عما فعلوه بنا... هذا سيكون أرضًا بورًا، لن يتمكنوا من العيش هنا).
- وقد تم تصوير جنود إسرائيليين بالزي الرسمي في 5 ديسمبر 2023 وهم يرقصون ويهتفون ويغنون (لتحترق قريتهم لتمحى غزة)، وبعدها بيومين في 7 ديسمبر تم أيضًا تصوير جنود إسرائيليين داخل غزة يرقصون ويهتفون: (نحن نعرف شعارنا: لا يوجد مدنيون غير متورطين)، (لنمحو نسل عماليق).
وكان عدد الذين قتلوا من المدنيين الفلسطينيين العزل في 7 ديسمبر يوم تصوير هؤلاء الجنود يرقصون ويهتفون قد بلغ وقتها 17177 فلسطينيًّا في غزة، يقدر أن 70 % منهم من النساء والأطفال.
مدنيون إسرائيليون على الخط:
لم يخلُ المجتمع المدني الإسرائيلي كذلك من رسائل وخطابات إبادية بثت بشكل روتيني دون رقابة أو محاسبة على وسائل الإعلام الإسرائيلية، كلها تدعو إلى (محو غزة) وتحويلها إلى (مسلخ)، مع تكرر الادعاء أنه (لا يوجد أبرياء)، وأن هناك 2.5 مليون إرهابي!
ودعا مسئول محلي إلى جعل غزة (مقفرة ومدمرة)، مثل: متحف (أوشفيتز)، يعني المعتقل النازي الشهير في الحرب العالمية الثانية، بينما دعا نواب سابقون وأعضاء في الكنيست غير الوزراء مرارًا وتكرارًا إلى أن يتم محو غزة وتسويتها بالأرض وسحقها على جميع سكانها!
وعبَّر برلمانيون علنًا عن استيائهم ممَّن يشعر بالأسف تجاه سكان غزة غير المتورطين، مؤكدين أنه لا يوجد غير متورطين، وأنه لا يوجد أبرياء في غزة، وأن أطفال غزة جلبوا هذا على أنفسهم، وأنه يجب أن يكون هناك حكم واحد للجميع هناك: الموت! ودعا برلمانيون إلى القصف بلا رحمة من الجو، وإلى نكبة ستطغى على نكبة 1948.
كما شارك أعضاء بارزون في المجتمع الإسرائيلي من نواب سابقين ومذيعين إخباريين في أحاديث كلها تحريض صريح مباشر علني على الإبادة الجماعية لسكان غزة، وكلها مرَّت بغير تحقيق أو معاقبة من قِبَل السلطات الإسرائيلية؛ فقد دعا نائب برلماني سابق إلى قتل جميع الفلسطينيين في غزة قائلًا: (أقول لكم: في غزة دون استثناء جميعهم إرهابيون، أبناء كلاب، يجب القضاء عليهم جميعًا، يجب قتلهم، سنسوي غزة بالأرض، نحولهم إلى غبار، والجيش سينظف المنطقة، ثم سنبدأ ببناء مناطق جديدة لنا، من أجل أمننا) (راجع في ذلك: النص العربي المترجم الكامل لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، ص 41-47 .(