الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الخميس 03 أكتوبر 2024 - 30 ربيع الأول 1446هـ

هل علينا مراجعة الموقف من حزب الله وإيران؟!

السؤال:

الآن اشتعلت الحرب بين إيران وإسرائيل، وكلنا في الماضي كنا نقول: إن إيران عملاء لليهود، وكنا ننكر أي دور للشيعة في الدفاع عن المسلمين وقضاياها، لكننا الآن -بكل أمانة وكل وضوح- عندنا شبهتان كبيرتان:

أولًا: حماس نفسها، وهي على الأرض وصاحبة القضية تمدح ليلًا ونهارًا في الشيعة وحسن نصر الله، وتعتبره شهيدًا؛ فكيف ننكر نحن أن تكون الشيعة وحزب الله يدافعون عن قضايا المسلمين وعن القدس وفلسطين؟! ألسنا بذلك نكون غير منصفين ومتحكمين؛ لأن أهل الأرض وأهل الجهاد هم من يشهدون بذلك؟

2- هذه الحرب المشتعلة ضد إيران وحزب الله؛ ألا تدل على العداء بين الطرفين وليس عدم العمالة؟ فهل نحتاج إلى مراجعة موقفنا من ذلك؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فأولًا: نحن قلنا مرارًا: إن مصالح اليهود مع الشيعة متقاطعة، ومساحة التوافق ضد أهل السُّنة مساحة كبيرة، ولا يلزم من ذلك تطابق المصالح في كل شيء، بل تختلف وتتعارض، وهنا يحدث الاقتتال.

ثم إن الحر لم تشتعل بعد بين إيران وإسرائيل، وإنما هي عمليات الله أعلم بحقيقة امتدادها إلى حرب؛ خاصة بعد أن أعلن وزير الخارجية الإيراني أن العملية ضد إسرائيل قد انتهت؛ فلا تتعجل.

ثانيًا: قولك بأن حماس تمدح ليل نهار في الشيعة وحسن نصر الله، وتعتبره شهيدًا؛ فهذا من مثالب حماس ووجوه الانحراف البيِّن عندها -وعند الإخوان عمومًا- في مواقفهم من الشيعة.

ونظن أن هذا من أعظم أسباب عدم تحقيق النصر على أيديهم.

والضرر البالغ الذي حصل من الصراع غير المتكافئ الذي دخلوه، نحسب أنه بإغراء من إيران بالمدد دون تنفيذ للوعود.

ثم إذا كنا لا نقول عن أهل السنة، بل عن بعض مَن صحب النبي -صلى الله عليه وسلم-: إنهم شهداء؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قالوا: "فلان شهيد": (كَلَّا، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ ‌الشَّمْلَةَ لَتَلْتَهِبُ عَلَيْهِ ‌نَارًا، أَخَذَهَا مِنَ الْغَنَائِمِ يَوْمَ خَيْبَرَ لَمْ تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ) (متفق عليه)؛ فكيف يطلقون على نصر الله أنه شهيد؟!

وإن الدماء التي سفكها مِن دماء أهل السُّنة رجالهم ونسائهم وأطفالهم في سوريا والعراق، بل في لبنان أعظم أضعافًا مضاعفة من الشملة التي غلها رجل صحب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهم يزعمون في مصر أنهم يستحيل أن يتصالحوا مع من تلطخت يداه بالدماء؛ فأين دماء المسلمين في كل هذه البلاد التي سُفِكت على يد حزب الله بأمر من حسن نصر الله وأسياده في إيران وهم ينصرون النصيرية الملاحدة المجمع على كفرهم نوعًا وعينًا؟!

فكيف هذا الكيل بمكيالين أم أنهم لا يعتبرون المجتمعات المسلمة مسلمة فعلًا، ويعتبرونهم أهل جاهلية أو طبقة متميعة لا بأس بالتضحية بهم عند اللزوم.