كتبه/ طلعت مرزوق
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإلياس عميدون (يهودي) -مِن أهم مؤسسي مسار إبراهام (الدين الإبراهيمي الجديد)-، ترأس زعامة الإرشاد الروحي للطريقة الصوفية العالمية عام 2004م، خَلَفًا لسيتارا بروتنيل (مسيحية).
يقول إلياس في سيرته الذاتية: "إنه جمع علوم عِدَّة مِن الأديان كافة".
ورغم أنه يهودي؛ إلا أنه خطب الجمعة بالصوفية بالمغرب العربي عام 2010م بحضور مفتى البلاد!
كما شارك مع باحثين مِن هارفارد في التخطيط لما سُمي بالربيع العربي، والفوضى (الخلَّاقة) بالشرق الأوسط الجديد.
ويفخر إلياس بأنه تلميذ عنايت خان، المولود لأسرة مُسلمة مرموقة عام 1882م بمدينة بارودا الهندية (مؤسس حركة الصوفية العالمية بالولايات المتحدة الأمريكية بين عامي: 1910 و1912م، ثم في أوروبا 1912: 1914) والمتوفى بالهند عام 1927م عن عمرٍ ناهز 44 عامًا.
وضَريحهُ مشهور بالهند، يقصِده المتصوفة مِن كلِّ أنحاء العالم.
وهذه الحركة الصوفية العالمية بعيدة تمامًا عن الإسلام؛ فهي دين جديد باطل، يذوِّب بداخله كل الأديان.
وقد تتلمذ عنايت خان على أحد أبرز شيوخ الطريقة التشستية بالمغرب العربي في القرن العشرين، سعيد محمد مدني.
ولا يخفى ارتباط الحركة بالماسونية؛ فهي تتلقى تمويلًا مِن الملياردير اليهودي جورج سوروس. وقد دعمت الحركة مشروع "مسار إبراهيم" الذي تم الإعلان عنه عام 2006م، لتطبيق مفهوم الدبلوماسية الروحية على أرض الواقع، لبناء ذاكرة تاريخية جديدة تجمع بين طرق الحج المشتركة تحت شعار: "معًا نصلي".
ويتشابه كثيرًا هذا المشروع مع إنشاء دولة الإمارات العربية المتحدة "البيت الإبراهيمي"؛ الذي يجمع بداخله مباني لأصحاب الديانات الثلاثة؛ فضلًا عن موجة التطبيع التي غمرت الوطن العربي منذ عام 2020م.
ويؤكِّد أنصار الديانة الإبراهيمية الجديدة أنها تعكس نهجًا جديدًا داخل علم العلاقات الدولية، بديلًا عن نظرية صدام الحضارات وإعادة تشكيل النظام العالمي، لصامويل هنتنجتون. ونظرية نهاية التاريخ والإنسان لفرنسيس فوكوياما.
وما مِن شك في أن ما جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- هو التوحيد، وهو الإسلام؛ دين الحق، ودين الأنبياء جميعًا؛ بيد أن هذه الديانة الإبراهيمية الجديدة الباطلة يُراد بها تبديل الإسلام، وتغيير عقيدة المسلمين بشكل مطلق لصالح الهيمنة الغربية الصهيونية الكاملة على البلاد الإسلامية.
وتهدف الصوفية الفلسفية القائلة بالحلول، والاتحاد، ووحدة الوجود، والجبر، وإحياء الخرافة، والقبورية بأنواعها إلى نشر فكر (الحلاج، وابن عربي، وجلال الدين الرومي، وابن الفارض، وشمس الدين التبريزي، وغيرهم) بدعم مالي وإعلامي وسياسي، مِن دول وأجهزة ومنظمات؛ إنه الفكر الذي يقبل الآخر في نظرهم، بل يساوى بين الملل، وأن الحق يتعدد!
فلا ولاء ولا براء، ولا جهاد...!
وقد كان هذا الفكر مِن أهم أسباب انهيار الدولة العثمانية، واحتلال معظم البلاد الإسلامية، ويُستخدم حاليًا بواسطة الإنجيلية المتصهينة لتوفير الغطاء للمشاريع الغربية الصهيونية للهيمنة التامة على المنطقة العربية بأكملها، وتفكيك الدول، والمجتمعات الإسلامية: (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (يوسف: 21).
أهم المراجع:
- هبة جمال الدين محمد العزب، الدبلوماسية الروحية والمشترك الإبراهيمي المخطط الاستعماري للقرن الجديد، مركز دراسات الوحدة العربية.
- عزيز الكبيطي إدريسي، التصوف الإسلامي في الولايات المتحدة الأمريكية، مظاهر حضور التصوف المغربي وتأثيراته، دار الكتب العلمية بيروت.