الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 8 شوال 1445هـ

حكم الجمع بين نية قضاء رمضان وصيام الست من شوال

السؤال:

هل يجوز للمرأة الحائض أن تقضي ما عليها من أيام رمضان التي أفطرتها بسبب الحيض بنية القضاء ونية صيام الست من شوال، وأنا كنت أفعل ذلك في سنوات ماضية ثم سمعت أن هذا لا يجوز؟ وهل يجوز ذلك أيضًا لمن كان مريضًا أو مسافرًا أن يصوم في شوال بنية القضاء ونية الست من شوال؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فلا يجوز الجمع بين الست مِن شوال وبين قضاء رمضان؛ لأن مَن جمع بينها وبين أيام القضاء لم يحصل منه أنه أتبع رمضان ستًّا مِن شوال، وكان ما صامه بالنيتين منصرفًا إلى قضاء رمضان، فعن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ) (رواه مسلم). أي: كصوم سنة في الأجر.

وعن ثوبان -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْ صَامَ سِتَّةَ أَيَّامٍ بَعْدَ الْفِطْرِ كَانَ تَمَامَ السَّنَةِ، مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا) (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (صِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ، وَصِيَامُ سِتَّةِ أَيَّامٍ بَعْدَ الْفِطْرِ بِشَهْرَيْنِ، فَذَلِكَ صِيَامُ سَنَةٍ) (رواه أحمد، وصححه الألباني). وهذا الثواب لا يحصل إلا بأن يصوم رمضان كاملًا مضافًا إليه ستة من أيام شهر شوال.

وإن كان لا يلزم البدء بقضاء ما عليك من أيام رمضان، بل يمكنك صيام الستة أيام مِن شوال قبْل أن تقضي ما عليك مِن رمضان؛ لأن وجوب القضاء على مَن أفطرت في رمضان هو وجوب موسَّع إلى رمضان الذي يليه، ويمكن أن تصوم قبلها نافلة، كما إذا دخل وقت الصلاة جاز للإنسان أن يصلي نافلة قبل الفريضة.

فما صمتِ بنية القضاء مع ستة مِن شوال معًا وقع قضاءً عما أفطرتِ من رمضان.