كتبه/ عبد العزيز خير الدين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإنَّ أعداء الإسلام لمّا فطنوا لمكانة المرأة الأساسية ودورها في صنع الأمة وتأثيرها على المجتمع، وأيقنوا أنهم متى ما أفسدوها ونجحوا في تغريبها وتضليلها، فحين ذلك تهون عليهم حصون الإسلام، بل يدخلونها مستسلمة دون أدنى مقاومة، فحاولوا إقناع المرأة أنها مظلومة، ومهمشة، وزعموا أنهم يدافعون عنها بشعارات وهمية، مثل: الحرية، والتحرير، والمساواة بين الرجل والمرأة، فأهانوها وسلبوا منها أنوثتها، وعاطفتها، وأخلاقها، وفطرتها التي خلقها الله بها، فتشبهت بالغرب، وقلدت الرجال، رغم أنها غالية ومكرمة، ويكفيها شرفًا أنها وصية الله ورسولهِ في الإحسان إليها، ومعاملتها بالمعروف، قال تعالى: "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ".
فمنذ طفولتها لها حق الرعاية والإحسان والتربية، وهي قرة عين لوالديها، فإن كبرت وتزوجت وجب على زوجها إكرامها وكف الأذى عنها، فإن صارت أُمًّا كان برها مقرونًا بحق الله تعالى، وعقوقها والإساءة إليها مقرونًا بالشرك بالله وبالفساد في الأرض.
فالمرأة في ديننا لا تحتاج إلى مَن يدافع عنها؛ لا سيما إن كان المدافع بيته من زجاج، وفاقد الشيء لا يعطيه، فقد سمع شكواها ربُّ العزة فكلَّف أشرف الخلق باحتوائها وجوابها، فشدّت من أزره وعاونته خديجة، وأشارت عليه في صلح الحديبية أم سلمة، ودافعت عن حصن النساء في الخندق صفية، وقدّمت الخنساء أبنائها الأربعة في موقعة القادسية، وقاتلت دُونه وداوت الجرحى نسيبة بنت كعب، رضي الله عنهن.
فالمرأة هي التي تصنع الرجال، وفي الغالب نجاح أي رجل يكون من ورائه امرأة صالحة تعينه وتواسيه وتحتويه.
فمَن أعان الإمام أحمد بن حنبل على حفظ القرآن في سن العاشرة؟!
ومَن كانت تغزل وتعمل لتربي أمير المؤمنين في الحديث سفيان الثوري؟!
ومَن اعتنت بالإمام الشافعي حين مات والده وهو رضيع؟!
ومَن أهدت للأمة إمامًا مثل الإمام مالك؟
إنها الأم التي حافظ الإسلام على مكانتها.
فيا أختي المسلمة لا تنخدعي بالشعارات الهدَّامة التي تخرجك عن المهام والتكاليف التي اختارك الله لها، وثقي في أن اختيار الله لك لا شك أن فيه العزة والكرامة لكِ، وأنتِ نصف المجتمع؛ فعليكِ بصلاح النصف الآخر (فأنتِ المجتمع كله).