الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأحد 06 فبراير 2022 - 5 رجب 1443هـ

كلمتين وبس ... خطوات ممنهجة

كتبه/ سامح بسيوني

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

يتعجب البعض مِن هذا السُّعار الذي انتاب أنصار التيار المدني والعالماني، وبعض الرموز الفنية من هذا الاستنكار الجماهيري الكبير والواسع، اعتراضًا على ذلك الفيلم اللا أخلاقي المسمَّى بـ(أصحاب ولا أعز) الذي يُروِّج للشذوذ والإباحية، والعلاقات الجنسية المحرمة خارج إطار الزوجية، والذي تواجد فيه ممثلون مصريون مشهورون عند الشباب والفتيات.

والأمر للمتأمل الذي يعي خطط الماكرين مِن أهل التغريب ليس بغريبٍ؛ لأن مثل هذا الإنكار المجتمعي يُظهر لهؤلاء الماكرين المسعورين ضعف أثر خطواتهم التغريبية الممنهجة في المجتمعات العربية والإسلامية، ويظهر لهم استمرارية قوة الممانعة المجتمعية المصرية الحريصة على القِيَم الدينية والأخلاقية، والمدافعة بقوة عن مرجعية الشريعة الإسلامية في الدستور المصري، حيث يؤدي ذلك إلى إحباطهم وتأخير خطواتهم الممنهجة التي ينفذونها بمكر شديد ويدعمونها بكل الوسائل والسبل المتاحة.

فهذه الخطوات الماكرة المخطط لها من هؤلاء التغريبيين بعناية فائقة، ومنهجية تدريجية -حتى نعي ما يُحاك بمجتمعنا- تبدأ بـ:

?- اختيار شخصيات منتقاة موالية للأفكار والنهج الغربي المعادي لثوابت الإسلام، وقيم المجتمعات المسلمة، وذلك بعد دراسات مركزة لنقاط ضعفهم الفكرية أو المادية أو الشهوانية، والتي تُستخدم في صهرهم داخل البوتقة الغربية بأريحية، ثم يتم إضفاء الألقاب الأدبية أو الفنية أو الفكرية أو الدينية، أو الشهادات الأكاديمية -أو يتم استخدامها في حالة وجودها المسبق- في تلميع إعلامي مركز عليهم؛ لجعلهم من المشاهير المؤثرين في الأجيال مع وضعهم في دائرة الضوء الإعلامي.

?- ثم ينتقل الأمر إلى قيام هؤلاء الأشخاص باختيار قضية من أصول الدين وثوابته، أو مِن قِيَم المجتمع الثابتة ليتم طرح رأي مخالف وصادم فيها بأي وسيلة ترويجية متاحة، لمجرد إحداث خلخلة فكرية ووضعها على طاولة النقاش الإعلامي.

?- ثم يتتابع الأفراد الموالين لتلك الأفكار والثقافات الهادمة في نقل هذا الرأي الصادم، وعمل "ألتراس" تشغيبي تحت مزاعم حرية الرأي، وضرورة توضيح ما يدور في الواقع، حتى يتم تحويل الأمر إلى حالة من النقاش المجتمعي الداخلي بعد ردح من الوقت.

?- ثم بعد ذلك يتم تحويل الأمر إلى قضية ثقافية لها مدلول على التمدن والرقي والانفتاح على الآخر عند طوائف مختارة بعناية من المجتمع ثم يتم بعد ذلك توسيع دائرة هذه الثقافة لتحويلها لثقافة شعبية.

?- ثم بعد ذلك ينتقل الأمر إلى المطالبة بالسماح بتقنين وضع هذه الثقافات والأفكار المختلفة -وإن كانت شاذة- في المجتمع، والسماح لمعتنقيها بالتواجد المجتمعي الواضح، والإعلان عن آرائهم بكل أريحية تحت مزاعم الحرية والإنسانية في مناوشات برلمانية وتشريعية مع طول النفس في ذلك.

?- ثم باستخدام وسائل الضغط الخارجي وتوسيع دوائر التأثير الشعبي الممول من الخارج تحت غطاءات منظمات المجتمع المدني الليبرالية أو اللادينية تزداد المطالبات وتتحول المناوشات البرلمانية والتشريعية، إلى محاولات فرض وسيطرة وتقنين لما يتوافق مع هذه المؤامرات الغربية، والثقافات المصادمة لثوابت الشريعة الإسلامية وقيم المجتمعات الإسلامية.

فهذه خطوات ثابتة عند القوم يستخدمونها في كل قضاياهم؛ وينتقلون بها من خطوة إلى أخرى يفرحون بها وينتشون بالإعلان عنها أمام أسيادهم من الغرب، فإذا جاءت مثل هذه الممانعة المجتمعية القوية فإنهم يُصابون بسعار شديدة -مثل ما نراه الآن- خوفًا على مصالحهم الشخصية وأرصدتهم البنكية المرتبطة عند محركيهم وداعميهم بتقدم تلك الخطوات والمخططات التغريبية.

لذا فالأمر يحتاج منا إلى وعي وبصيرة واستمرارية في التوعية على: الصعيد المجتمعي الدعوي والإعلامي، وفي المدافعة البرلمانية والتشريعية الدستورية؛ حتى لا نصل إلى ما يسعى له هؤلاء القوم المأجورين أو ما لا يتمناه أي مسلم ووطني صادق من تذويب لثوابت الدين، وتغيير لقِيَم المجتمع، وهدم لأركان الوطن.