كتبه/ أحمد عبيد الحجازي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فأنتهز فرصة بداية العام الجامعي الجديد؛ لكي أقدِّم باقة من الرسائل لطلاب وطالبات الجامعات ممَّن تُعقَد بهم الآمال، وتتحقق بهم الأهداف.
وفي البداية: أهنئكم بالعام الجامعي الجديد، وأسأل الله أن يجعله بداية خير لكم في دنياكم وأخراكم، وأن يجعلكم مفاتيح خير مغاليق شر.
إن المتأمل في أي مرحلة في الحياة يجد أنها تتسم بمعالم الخير فيها، ومعالم الشر أيضًا، وإن أخطر مرحلة، بل أهم مرحلة في حياة الشاب والفتاة، هي المرحلة الجامعية التي تتسم بكثيرٍ من معالم الخير فيها، والتي لا يتسع المقام لذكرها؛ ففيها ينمو الفكر، ويزداد الوعي، وتتكون الأيدلوجية، وتكثر العلاقات والخبرات.
أما بالنسبة لمعالم الشر؛ فلا تخلو تلك المرحلة كغيرها مِن العديد من الأسباب والدواعي:
فاحذر أخي الشاب (الفتاة) من معالم الشر في أروقة الجامعة، مثل:
1- النظرات الغادرة.
2- العلاقات الماكرة.
3- الصداقات الآثمة.
4- الموضات الساقطة.
5- الخلوات المحرمة.
6- المكالمات المطولة.
7- الأوقات الضائعة.
8- المصاريف الباهظة.
1- النظرات الغادرة: كف بصرك عن العورات والسوءات، وإياك أن تلتهم عيناك كل رائحة وغادية، فإن النظر المحرم سيجلب عليك الويلات، وسيشغل عقلك، ويمرض قلبك، قال -تعالى-: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ . وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (النور:30-31)، والآيات تخاطب الجنسين في أمر غض البصر، فاحذري أخيتي من إطلاق بصرك في هذا وذاك، واحذري من إبداء زينتك التي تفتن الشباب، وتذهب بعقولهم وقلوبهم.
2- العلاقات الماكرة: وَسَمْتُ العلاقات بالمكر؛ لأن الشاب الذي يريد أن يتعلق بفتاة يمكر بها كمكر الثعالب لكي يوقعها في شباكه، والعكس أيضًا من بعض الفتيات التي تمكر ببعض الشباب؛ فاحذر أيها الشاب من أن تتعلق بفتاة بدعوى الصداقة والزمالة من خلال الخلوة بها، والحديث معها في السر والعلن، واعلم أنك "كما تدين تُدَان".
3- الصداقات الآثمة: وَسَمْتُ الصداقة بهذا الوسم؛ لأن تلك الصداقات لا يأتي من ورائها إلا الإثم واقتراف الذنوب، ودائما ما تدعو للإثم، فاحذر صحبة السوء، التي لا تجني منها إلا اقتراف الذنوب والآثام، وعاقبة السوء والخذلان؛ لقول الله -تعالى-: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) (الزخرف:67)، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا، وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ) (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني).
4- الموضات الساقطة: وأقصد هنا بالسقوط: الانحلال القيمي؛ لأن الموضة تُسقط صاحبها في عين كل عاقل، فلا يكون رجلًا وسط الرجال، فاحذر أخي الشاب زي أنصاف الرجال التي تدل على عدم رجولة صاحبها من ألبسة وأزياء أشبه بأزياء الساقطين والساقطات، واحذري أخيتي من ألبسة أهل الفسوق التي تبرز المفاتن وتظهر العورات.
5- الخلوات المحرمة: احذروا تلك الخلوات التي لا يحضرها إلا الشيطان، وهي خلوات بعض الطلاب والطالبات بدعوى الصداقات وتبادل الخبرات والمحاضرات، ومنهم مَن يذهب إلى الرحلات والمتنزهات بدعوى الترفيه وتبادل الضحكات، واعلموا أنه ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما.
6- المكالمات المطولة: يظن البعض أن علاقاته ومكالماته مع بعض زميلاته في غير حاجة معتبرة أمر طبيعي ولا بأس به في ظلِّ انحراف السلوك لدى مَن يحيطون به، وانتشار الحرام في واقعهم؛ مما جعل البعض يظن أنهم لم يقترفوا خطأ من خلال طول مكالماتهم، ولا شك أن الأمر يزداد سوءًا حينما تطول المكالمات، ويتخللها القيل والقال فيما يخص العلاقات الشخصية والأمنيات.
7- الأوقات الضائعة: احذروا كثرة التردد على الكافيهات وبيوت الإنترنت التي تضيع فيها الساعات من الأوقات في ألعاب ومباريات، وتتبع مواقع وصفحات، واعلموا أن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، فبادروا بالأعمال الصالحة في تلك المرحلة التي ينبغي عليكم ملؤها بالخير لا بالشر.
8- المصاريف الباهظة: اتقوا الله في آبائكم وارحموهم مِن كثرة المصاريف غير الضرورية، وكونوا عونًا لهم في تلك الأزمات التي تعانيها الأُسَر.
وأخيرًا: أسأل الله أن يثبتكم على الحق، وأن يقيكم الشر ما ظهر منه وما بطن.