الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الخميس 23 سبتمبر 2021 - 16 صفر 1443هـ

حول قوله -تعالى- عن الكفار: (وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ)، (وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا)

السؤال:

لماذا يكون الكفار هالكين على العموم، مع أن منهم مَن قال الله -تعالى- عنهم: (وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ)، وقال: (وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا)، يعني لم يعرفوا الحق، وإنما كانوا يظنون أنهم عليه؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛      

فالآيات التي ذكرتها ترد على سؤالك، قال الله -تعالى-: (‌فَرِيقًا ‌هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ) (الأعراف:30)، وقال -تعالى-: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ ‌بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) (الكهف:103-104)، فهم أخسر الناس قد حبطت أعمالهم، ولا وزن لهم، فهم قد خفت موازينهم فأمهم هاوية في نار حامية؛ لأنهم قامت عليهم الحجة، وبلغتهم الأدلة من صدق الرُّسُل ودلالتهم على التوحيد، فأعرضوا واستمروا على التقليد الضال، فلا عذر لهم في جهل الإعراض عن الحجة بعد قيامها.