مـلكـنا هـــذه الـدنيــــا القـــرونــــا وأخضعهــا جــدود خــالـدونــا
وســـطرنا صحــائـف من ضيــــاء فما نسي الزمان ولا نسيـــــنا
وكنــا حـيــــــــن يأخــــذنـا ولــيّ بطـغيــان ندوس له الجـبينــــا
تفيض قلـوبـنـــــا بالهدى بأســــــاً فما نغضى عن الظلم الجفونــا
بنينــــا حقبـــة فـي الأرض ملكــــاً يدعــمـه شبــاب طــامـحـونـــا
شبــاب ذللـــوا ســـــبـل المعــــالي وما عرفوا سوى الإسلام دينـا
تعــهدهم فـأنبتـــهم نبـــــــاتـــــــــاً كريماً طاب في الدنيا غصونــا
إذا شـــهدوا الــوغى كانــوا كمــاة يدكــون المعاقل والحــصـونــا
شبـــــاب لـــم تحطمــــــه الليــالي ولم يُسلم إلى الخصم العرينـــا
وإن جــــــنَّ المســــــاء فلا تراهم من الإشـــفـاق إلا ســـاجديـنـا
كذلك أخــــــــرج الإســـــلام قومي شباباً مخلصــاً حـــراً أميـنــــاً
وعلّمه الكـــرامة كيــــــف تبـنـــى فيأبى أن يقيـــــد أو يــــهونــا
وما فتــــئ الـزمــــــان يـدور حتى مضى بالمجــد قوم آخرونـــــا
وأصبـــح لا يرى في الركب قومي وقد عاشـــوا أئـمتـــــه سنينـا
وآلــــمني وآلـــــــــــــــم كـل حـــرٍ سؤال الدهر أين المسلمونــــا
تــرى هل يــــرجع المـــاضي فإني أذوب لذلك الماضــي حنيــنـــا