الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الخميس 08 نوفمبر 2007 - 27 شوال 1428هـ

مسألة نبوة الخضر ولزومه الشريعة من عدمه

السؤال:

قال الشيخ في شرح فقه الخلاف (من قال إن الخضر ليس نبياً يجب ألا يقول بالخروج عن الشريعة) ما وجه استدلال من قال بالخروج عن الشريعة؟ وما معنى خروجه عن الشريعة؟ وما لازم ذلك الكلام؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

أجمع المسلمون على عموم شريعة النبي -صلى الله عليه وسلم- لجميع المكلفين من الإنس والجن قال -تعالى-: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (الأعراف:158).  

فمن قال بحياة الخضر يلزمه أن يقول إنه متبع للرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأما في زمن موسى فلابد لمن قال ليس بنبي أن يقول إنه متبع لشرع نبي آخر غير موسى، إذ لا يسع الولي - بإجماع أهل السنة- أن يقتل غلاماً لم يبلغ بادعاء كشفٍ بأنه سيصير كافراً إذا كبر، دون أن يوجد عنده وحي قاطع بهذا التعيين. قال ابن عباس لنجدة الحروري في قتل أطفال المشركين: "فَلا تَقْتُلْ مِنْهُمْ أَحَدًا إِلا أَنْ تَكُونَ تَعْلَمُ مِنْهُمْ مَا عَلِمَ الْخَضِرُ مِنْ الْغُلامِ حِينَ قَتَلَهُ" رواه مسلم، وهذا على سبيل التعجيز أي ليس لك سبيل إلى هذا.

فمن قال بنبوة الخضر يقول إن الله أوحى إليه بقتل الغلام، ومن يقول بعدم نبوته يقول أوحى الله إلى نبي آخر بشأن الغلام ولزوم قتله، فإن إلهام الأولياء وكشفهم لا يُبْنى عليه حكم شرعي كجواز القتل.