الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأربعاء 01 يناير 2020 - 6 جمادى الأولى 1441هـ

البخاري وصحيحه الجامع (8) روايات صحيح البخاري

كتبه/ شحات رجب بقوش

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فمن الأمور المهمة التي يجب أن يكون لدى المهتم تصور لها: أمر روايات الصحيح، فكما أسلفنا أن كتاب صحيح البخاري هو في الأصل كتاب رواية، وليس كتابًا يكتب وينقل منه، فتداعى الناس عليه يطلبون سماعه على مصنفه  ليتصل إسنادهم بهذه المرويات التي شرط مصنفها الصحة فيها.

فلما أن انتهى البخاري -رحمه الله- من كتابة صحيحه عرضه على كبار شيوخه، ثم أمضى 24 سنة من حياته يرحل في بلاد المسلمين ويُحدّث بصحيحه، وفي كل مدينة يزورها يجتمع عليه آلاف من الناس يستمعون لصحيحه، وبهذا تعلم أن تشكيكات المستشرقين في احتمال تَغيّر أحاديث البخاري بعد وفاته، هي محض أوهام؛ لأن صحيحه قد تواتر عنه في حياته، فلو غلط عنه واحد من الرواة فسينكشف ذلك لكل الناس، خلال تلك الفترة الطويلة (24 سنة)، ولكن قد قام البخاري بعدة تعديلات طفيفة في صحيحه، خاصة في أسماء الأبواب، فكل رواية سُمّيت باسم راويها.

وذكر ابن حجر العسقلاني في كتابه: "النكت على ابن الصلاح" أن عدد الأحاديث في كل الروايات هو نفسه لم يختلف، وقد سمع منه الصحيح قرابة تسعين ألفًا، ورواه عنه عدد مِن الرواة الثقات، أشهرهم: المُحَدِّثُ الثِّقَةُ، أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر بن صالح بن بشر، الفَرَبْرِيُّ (ت:320هـ)، وقد سمع الصحيح مرتين: سنة 248 هـ وسنة 252 هـ.

وتعد رواية الفربري من أشهر روايات الصحيح، والفروع عنها هي الموجودة بين أيدينا الآن، وسبب إقبال الناس عليها: ضبطه وامتلاكه لنسخة البخاري لصحيحه، وتأخر وفاته بالنسبة لمعظم مَن روى الصحيح عن البخاري.

وقد رواة عن الفَرَبْرِيِّ جماعة، منهم: أبو إسحاق المستمليّ (ت376هـ)، وأبو محمد  ابن حمُّويه السرخسي (ت381هـ)، وأبو الهيثم الكشميهني (ت389هـ)، أبو علي المروزيُّ، وأبو علي ابن السِّكن المصري البزِّاز (ت353هـ)، وعلى يديه دخل الصحيح الديار المصرية، ومنها: لبلاد المغرب، وأبو زيد المروزي (ت371هـ)، ويوجد قطعة من نسخته التي بخطه إلى اليوم في إحدى جامعات أوروبا سيأتي ذكرها -إن شاء الله-، وأبو أحمد الجرجاني (ت373 أو 374هـ) هؤلاء جمعًا رووا الصحيح عن الفربري عن البخاري سماعًا، وعن هؤلاء روى جمع عن جمع صحيح البخاري إلى يوم الناس هذا.

ومن رواة الصحيح عن البخاري الإمام: إبراهيم بن معقل النسفي (295هـ)، وحمّاد بن شاكر النسوي (290 أو 311هـ)، وقد كان البيهقي يروي البخاري من طريقه كما يظهر من سننه، ومنصور بن محمد البزدوي (329هـ)، وآخرهم حسين المَحامِلي (330هـ).