الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الإثنين 15 يوليه 2019 - 12 ذو القعدة 1440هـ

ردًّا على د."إبراهيم الزعفراني"... نموذج للتكفير المبطَّن عند الإخوان

كتبه/ عبد المنعم الشحات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد كتب الشيخ "ياسر برهامي" مقالًا يبيِّن فيه أننا كنا ننكر على "إخوان عمر التلمساني" تساهلهم في كثيرٍ مِن الأمور، ولكننا صدمنا بأن واقع الاخوان بعد "30-6" مليء بالتكفير والعنف!

وبالطبع نحن كنا نعلم -على سبيل الإجمال- كثيرًا مِن الجدل الدائر حول فكر التكفير في الإخوان في فترة الخمسينيات والستينيات، ولكننا كنا مَن باب حمل حال المسلم على أحسن محامله؛ نفترض أن تاريخهم في هاتين القضيتين قد أُسدل عليه الستار بتأليف كتاب: "دعاة لا قضاة"؛ إلا أن إعادة إنتاج خطاب التكفير والعنف بعد "30-6" قد نسف هذا التصور.

وقد انبرى غير واحدٍ للرد على الشيخ "ياسر برهامي"، منهم: د."إبراهيم الزعفراني"؛ الذي كتب منشورًا يؤكِّد فيه أن التكفير كان شيئًا عارضًا في تاريخ الإخوان، وأن بابه قد أُغلق بكتاب: "دعاة لا قضاة"، وأن مَن رفض مِن الإخوان الكتاب فُصل مِن الجماعة، وبالتالي فقد وجَّه خطابه للشيخ "ياسر برهامي" قائلًا: "فعليك يا د.ياسر برهامي تقديم البرهان على قولك: إن قيادات الإخوان يتبنون فكرًا تكفيريًّا مبطنًا (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:111)".

وهذه إجابة مختصرة جدًّا على الدكتور "إبراهيم الزعفراني"، ولعلي أن أرد ردًّا تفصيليًّا لاحقًا -إن شاء الله-.

أولًا: ما المقصود باستبطان تكفير المجتمع؟

وسيتضح هذا بالمثال التالي فنقول: ما حكم مَن يَمنع الحجاب ويعاقِب عليه، ويمنع الصلاة ويعاقب مَن يصلي؟

هل يُتصور أن يفعل ذلك مسلم؟!

وبالتالي: فلو أن مدعيًا قال لك: إن فلانًا فعل هذا أو ينوي أن يفعله... ماذا تسمِّى ذلك؟!

وإذا كان فلان هذا بريء مِن تلك التهمة، فما الذي يحمل ذلك المدعي على أن يلصق به تهمة تجعل كل مَن يسمعه يقول عنه: "إنه كافر" بلا تردد؟!

وليس أمامنا إلا احتمالان:

الأول: أن هذا المدعي يكفِّر خصمه، ولكنه يكفره بمسوغاتٍ يَعلم أن السامع لا يعدها كفرًا، فيختلق هذا الكلام؛ ليصل إلى غايته مِن تقرير تكفير هذا الخصم عند السامع، وبالتالي يكون هذا المدعي تكفيريًّا، ولكنه يبطن أسباب التكفير ثم يدعي على مَن كفَّرهم بالبهتان أسبابًا ربما تجعل تكفيرهم محل اتفاق مِن القاصي والداني.

الثاني: وهو مبني على المبالغة في إحسان الظن بهذا المدعي، وهو أنه يريد مِن الناس أن تعامل خصمه معاملة الكفار حتى وإن كان هو يراه مسلمًا.

إذًا ففي المثال الذي ضربناه نواجه فكرًا تكفيريًّا مستبطنًا، وهو بذلك أشد خطرًا مِن "التكفير المعلن"؛ لأن صاحبه سيظل يدعي أنه بريء مِن التكفير؛ ولأنك ستعجز عن أن تجد قضية منهجية يمكنك أن تحاوره أو تناظره فيها.

طبعًا أظن أن الدكتور "إبراهيم الزعفراني" يعرف جيدًا أن هذا ليس مثالًا مِن نسج الخيال، بل هو قصة واقعية، وفرية افتراها قيادي إخواني في حق قيادي إخواني سابق أقدم التزامًا، وأعظم أثرًا في تاريخ الجماعة حتى قيل: إنه المؤسس الثاني لها، وهو الدكتور "عبد المنعم أبو الفتوح"؛ لمجرد أنه استقال مِن الجماعة، وتقدَّم لانتخابات الرئاسة.

وهذا موجود على الرابط التالي:

https://www.youtube.com/watch?v=Be1xw8WlGPQ

ثانيًا: مناقشة دعوى الأخطاء الفردية:

قد يقول قائل: إنه حدث فردي، فكيف أصدرتَ حكمًا عامًّا بناءً عليه؟!

في الواقع: إننا لم نصدر حكمًا عامًّا، ونقول: إن كل إخواني لا بد وأن يكون مستبطنًا لتكفير المخالفين، ولكن نقول: إن هذا سلوك اتبعته الجماعة كثيرًا، مع الأخذ في الاعتبار أننا لا نتحدث هنا عن قضيةٍ شخصيةٍ لنقول: غلبته نفسه، ولكن عن منهجٍ في نصرة جماعة الإخوان، وليس هذا هو الحيثية الأهم في تقييم درجة مسئولية الجماعة عن هذا الفعل، بل الحيثية القاطعة هو رد فعل الجماعة حينها:

هل فصلت هذا القيادي مِن الجماعة؟!

هل أجبرته على تقديم اعتذارٍ علني عن هذا الخلل الرهيب؟!

هل أصدرت بيانًا أن "عبد المنعم أبو الفتوح" له كامل الحرية في الاستقالة مِن الجماعة، ثم بعدها له كامل الحرية في عدم التقيد بقراراتها بعد أن لم يصبح فردًا فيها؟!

وعندما يكون الأمر على هذه الصورة فلا يمكن قط أن يُنسب هذا إلى أنه تصرف فردي، ومَن يريد أن يعرف أن هذا ليس تصرفًا فرديًّا؛ فعليه أن يرجع إلى أداء كل الفضائيات الإسلامية آنذاك للطعن في د."عبد المنعم أبو الفتوح" وفي "الدعوة السلفية" التي رأت أن اختيار مرشح غير منتمٍ تنظيميًّا "لا سيما لتنظيم حديدي مثل تنظيم الإخوان!" أقرب لنجاحه في إدارة الدولة (وهو ما أثبته الواقع لاحقًا).

لقد تناستْ هذه الفضائيات كل منافسي د."مرسي" لتتفرغ للإساءة لأبي الفتوح، وبصورةٍ أشد للدعوة السلفية؛ لأنها أيدته!

ثم عندما كانت الإعادة، وقرر د."أبو الفتوح" دعم د."مرسي" تحول في خطاب د."عصام العريان" إلى المجاهد الكبير (وإني لأتساءل: طالما أن الدكتور العريان كان يراه المجاهد الأكبر؛ فلماذا ترك عرض "بل ودين" ذلك المجاهد الكبير يُباع في سوق التمكين للجماعة الأم بثمن بخس؟!).

(أعلم أن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ومعظم مجموعة العمل التي عملتْ معه في الانتخابات، ومنهم الدكتور إبراهيم الزعفراني تضامنوا مع الإخوان بعد 30-6، وهذا التاريخ يمكن أن يتسامح فيه أي أحدٍ عن حقه الشخصي، لكن يبقى حق الأمة في التخلص مِن تلك الآفات قائمًا).

ومع هذا فكان السياق العام حتى ذلك الوقت يجبرك أن تتعامل مع حدثٍ في سياقه الفردي حتى جاءت "30-6"، وجاء معها: "مَن يرشنا بالمية نرشه بالدم!"، وجاء معها: "شرعنة السب والشتم!"، وجاء التصريح بالتكفير كما يفعله "وجدي غنيم"، وغيره، وجاء معها: "الدعوة لقتل الضباط والجنود!" كما يفعله مَن يعملون في قنوات الإخوان، إلى آخره.

ثالثًا: حيلة (ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين):

"ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين": شعار أطلقه الأستاذ "حسن البنا" عن بعض أفراد جماعته؛ ليبيِّن انحرافهم عن منهج الجماعة السلمي، ويبرِّئ الجماعة مِن تبعة أفعالهم.

ولن أخوض كثيرًا في كتابات رموز التنظيم الخاص الذين أكدوا أن كل ما فعلوه كان بقراراتٍ مِن الاستاذ "حسن البنا"؛ لأن هذا سيدخلنا في دائرة دعاوى متعارضة تحتاج إلى بحثٍ طويلٍ لتحقيقها، ولن أتوقف كثيرًا في كلمة: (ليسوا مسلمين)، وهل هي منضبطة في وصف مسلم منحرف، ولو كان هذا المسلم خارجيًّا أو تكفيريًّا؟! لأنه سيُقال: إن الكلمة غير مقصودة!

فلن أتوقف عتد شيءٍ مِن هذا؛ لأن المقالة لا تعتني بالتاريخ؛ فالعناية بتنقيح تاريخ الإخوان مِن قضيتي التكفير والعنف يحتاج إلى بسطٍ طويلٍ ليس هذا موضعه، ومؤرخو الإخوان أنفسهم مختلفون فيه: فـ"البهنساوي" يضعه في رقبة "التنظيم الخاص"، ثم في رقبة "شكري مصطفى" والذى فُصل مِن الجماعة، و"القرضاوي" يجعله بعد التنظيم الخاص في رقبة "سيد قطب"، ودوَّن هذا في مقالة: "كلمة أخيرة بشأن سيد قطب"، وأعاد التأكيد عليه في حديث إعلامي مع "سلمان العودة"، والشيخ "محمد الغزالي" في كتابه: "مِن معالم الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث" جعل الجماعة بأسرها مسئولة عنه، ووصفها بأشنع العبارات!

وإن قيل: إنه رجع عن الكتاب. فيقال: إن الكتاب تضمن أخبارًا وآراء، فإن كان قد رجع عن الآراء؛ فماذا عن الأخبار وفيها ما يندى له الجبين؟!

و"أحمد عادل كمال" يرفض أن يحمِّل "التنظيم الخاص" وحده مسئولية تلك الأحداث، وكذلك "الصباغ" يرفض أن يتحمل تنظيمه الخاص في "تنظيم 65" المسئولية وحده.

وهذا ناهيك عمَن ترك الجماعة بعد أن كان له وضع كبير فيها: كالدكتور "محمد حبيب" نائب المرشد السابق، وما كتبه في مذكراته، وربيع، والمليجي، وغيرهم، ولا أعني بهذا الغير مَن كتبوا عن الجماعة بتحاملٍ شديدٍ، فكتابات هؤلاء حري بأن يستبعدها الباحث المنصف.

الحاصل: أن هذه الكلمة مِن الأستاذ "حسن البنا" جزءٌ مِن تاريخٍ طويلٍ جدير بالتحليل التاريخي والموضوعي، ولكني هنا أقف عند إعجاب الإخوان بهذا المسلك وتكرارهم له؛ أعني توظيف خطابٍ ما "وربما سلوك أو عمليات" ثم يُعتذر عنها بعد ذلك أن فاعليها ليسوا إخوانا!

وأنا أعلم أن "وجدي غنيم" ليس عضوًا تنظيميًّا في الإخوان الآن.

ولكن السؤال: ألا يعتبر "وجدي غنيم" الآن أبرز موجهي شباب الجماعة؟!

والسؤال الآخر: مَن الذي منح "وجدي غنيم" تلك المكانة؟!

 وأين يقيم؟!

وفي أي المنابر الإعلامية يظهر؟!

وهل ترى الجماعة أثر خطابه على شبابها أم لا؟!

وإذا كانت تراه، وتراه منكرًا وباطلًا، فماذا فعلت لكي تتبرأ مِن هذا الخطر؟!

وبالله عليك لا تحدثني عن مقالة يتيمة ردَّ بها "عصام تليمة" عليه، ثم تقابلا وتعانقا، وكأنما كان خلافهم الذي ما زال قائمًا على شيءٍ هينٍ يسيرٍ!

على أن "تليمة" ليس عضوًا عاملًا في الإخوان هو الآخر، وإن كان تنظيره لشرعنة السب والشتم قد أثَّر في شباب الجماعة، بل فتياتها أثرًا يندى له الجبين! وتبقى الجماعة أيضًا مسئولة عنه مسئولية مباشرة.

و"محمد ناصر" الذي قال: "إنه كافر بدين شيخ الأزهر، ودين الشيخ حسان!".

وهذا سوء أدب منه مع الشرع، ولو تدبرت كلامه؛ لوجدتَ أنه مثال صارخ آخر على "التكفير المبطَّن"، وإذا استصحبتَ أنه يَعلم أن دينهما الإسلام؛ فهذه الكلمة مِن الخطر بمكانٍ على دينه هو.

وبالطبع أعلمُ أن هناك مَن سيختلق له آلاف التأويلات، ولكن مهلًا: قبْل أن تختلق تلك التأويلات، هل يجوز أن يقول قائل: إنه كافر بدين الإخوان؟!

ومرة أخرى: أعرف أن محمد ناصر ليس إخوانيًّا، ولكن تبقى نفس الأسئلة:

مَن وضعه في مركز التأثير؟!

وهل رأت الجماعة أثره على أفرادها أم لا؟!

ونحن نعلم أن التكفير والتفجير قرينان؛ فأيهما سبق نادى على صاحبه، وبالتالي: جاء خطاب التحريض متزامنًا مع وجود التفجير على أرض الواقع.

وسيقول لك كثيرٌ مِن مدعي الإنصاف: لا تصدقوا أن الإخوان الذين كان شعارهم: "نحمل الخير لمصر!" يمكن أن يحرقوا أو يدمروا!

قلنا: وماذا عن "خطة الردع" التي سجَّلتها كتب "تنظيم 65"؟!

قالوا: لا تصدقوا كل ما كُتب، فبعضه كتب بإملاءٍ مِن الأنظمة!

ولكن المفاجأة كانت في خروج القيادي الإخواني "أشرف عبد الغفار"، ليعترف على الهواء بأن مِن الأنشطة الثورية التي يقوم بها الإخوان: تدمير أبراج الكهرباء!

وهذا ليس فقط إتلاف لأموال المسلمين، بل غالبًا ما ينتج عن ذلك عدوان على الأرواح، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وسيظل مدعو الإنصاف مصرين على أن نكذِّب أعيننا وآذاننا، ونقول للبلتاجي: ويحك! لماذا تكذب على جماعتك وتربط بين قضيتها وبين العنف في سيناء؟!

ونقول لـ"عبد الغفار" أي جوابٍ مشابه، وهكذا... !

ومع وضوح الأدلة وشيوعها؛ فسيبقى الدكتور "إبراهيم الزعفراني" وغيره يقولون لكل ناصح: (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ).

خاتمة:

وإذا أصر المدافِع عن الإخوان أن يلوذ بأن هذه أخطاءً فردية؛ فسيلزمه أن يعترف أنه إن كان تاريخ الإخوان فيه خطأ وصواب، فإن واقعهم الآن ما هو إلا مجموعة مِن الأخطاء المتراصة المتواصلة التي تُعرض على قنوات الجماعة (أو القنوات التي تتبنى قضية الجماعة)، وتوجِّه عقول شباب الجماعة وسلوكهم.

ومَن لا يرى هذا؛ فما عليه إلا أن يتجول جولة سريعة في تلك القنوات ثم يعود بجولةٍ أخرى على حسابات الشباب المتابع لها ليجد تكفيرًا صريحًا إن شاء، أو مستبطنًا إن شاء، وسلمية بطعم الرصاص! وأخرى لسلمية قد ماتت! كما بشَّر بذلك "سلامة عبد القوي"، و... !

وأما الدكتور ابراهيم الزعفراني: فلن يكون في حاجة إلى تلك الجولة، ويكفيه جولة في التعليقات التي على صفحته على موضوع كهذا الذي كتبه، علمًا بأن المعلقين عنده غالبًا ما يكونون متأثرين بأدبه وحسن خلقه، فكيف بالتعليقات التي عند غيره؟!

فيا معشر العقلاء...

يا مَن تريدون غسل تاريخ الجماعة...

أربعوا على أنفسكم، واغسلوا واقعها أولًا، وإذا فعلتم فستكونون قد أسديتم إلى الجماعة، وإلى شبابها معروفًا كبيرًا، ويمكنكم حينها أن توجِّهوا جهودكم صوب غسل تاريخها.

وقد يقول قائل: نحن معك في كل هذه الأخطاء، وفي خطرها على شباب الإخوان وعلى شباب الإسلاميين ككل، حيث تنتشر هذه العدوى انتشار النار في الهشيم، ولكن تعبيركم عنها أوهم أنه نوعٌ مِن تثبيت التهمة بدلًا مِن محاولة علاجها، ونوع مِن التعميم ليشمل حتى المتعاطفين الذين ينكرون هذه الأفعال.

والجواب:

تفضلوا وقدِّموا لنا النصيحة... ماذا نسمِّي هذا الانحرافات؟! (تكفير - نزعات تكفيرية - تكفير مبطن - انحرافات في مسائل الإيمان والكفر - ... )، قولوا لنا تعبيرًا ترونه مناسبًا.

ثم لمَن ننسب هذه الانحرافات لنسلم مِن التعميم المتوهَم: لبعض الإخوان مثلًا أم لبعض قنواتهم أم للمدافعين عنها؟ أم ... ؟!

وماذا ننسب للإخوان إن شئنا أن ننسِب لهم شيئًا في هذه المسألة: هل نقول إنهم يدعون إلى هذا أم يقرونه أم يرفضونه؟ أم ماذا... ؟!

المهم... افعلوا شيئًا في إيقاف هذه النار التي تأكل الشباب، ومَن يشعلها ويغذيها يحشد معه كل مسعر لهذه النيران، ولو كان مَن ساهم في إشعال النار ضد الإخوان سابقًا، ويستثمر صمت كل صامت، ويرهب كل ناصح حتى تستمر تلك النار تحصد في شبابنا، وفي القيم التي طالما تمدَّح بها الإسلاميون، وطالما قالوا: إن الأخلاق تقع في قلب مشروعهم، وأن العدل والإنصاف أسمى مبادئهم.

ونسأل الله أن يعصمنا مِن الفتن، ما ظهر منها وما بطن.