السؤال:
في فتوى سابقة لحضرتك فهمت منها: أن الاشاعرة أقرب الفِرَق إلى أهل السُّنة، لكن ألا يتعارض هذا مع كونهم يشترطون في الإيمان أنه التصديق فقط مثل الجهمية، ولا يجعلون نطق اللسان مِن الإيمان، وكذلك العمل؟! أليس المرجئة أفضل منهم؛ لأنهم يقولون الإيمان هو التصديق، ويقصدون بذلك: قول القلب وقول اللسان؟ وهل هناك أوجه خلاف أخرى بين الأشاعرة وبين أهل السُّنة؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فأكثر الأشاعرة مِن الشافعية والمالكية ينصون على أن الإيمان قول وعمل، أما المتكلمون منهم غير المتبعين للمذاهب، فهم الذين يقولون: الإيمان هو المعرفة، ولا شك أن هذا غلو في الإرجاء.
أما "أبو الحسن الأشعري" نفسه فإنه يقول في "الإبانة" بأن الإيمان قول وعمل، ثم المتكلمون لا يلتزمون لوازم هذا القول الباطل مِن إيمان فرعون وإبليس.
والقول بأن الأشاعرة أقرب إلى طريقة السلف هو بالنظر إلى مجموع المذهب في مسائل الإيمان، والقدر، والصفات، والصحابة، والوعد والوعيد.
صوت السلف www.salafvoice.com