بيان من "الدعوة السلفية" بشأن العدوان الإسرائيلي على "غزة"
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فما زالت اسرائيل تواصل صلفها وتجبرها، وعدوانها المتكرر على الشعب الفلسطيني الأعزل في ظل صمتٍ رهيبٍ مِن الأنظمة العالمية!
وفي هذا الصدد تثمِّن "الدعوة السلفية" الخطوة الهامة التي أقدمت عليها كافة فصائل المقاومة الفلسطينية بالتنسيق، بل التوحد تحت قيادة مركزية واحدة لمواجهة العدو الصهيوني، ولا شك أن الدفاع عن الدين والأرض والعرض مِن أسمى معاني الجهاد التي قال الله -تعالى- في شأنها: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ . تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (الصف:10-11)، وجعلها النبي -صلى الله عليه وسلم- ذروة سنام الإسلام.
ولقد حاول الأعداء جاهدين أن يمحوا مصطلح "الجهاد" مِن قاموس المسلمين، مستثمرين في ذلك أحداث القتل والهرج التي يحدثها البعض بقتل أبناء دينه أو قتل المستأمنين والمعاهدين مِن غيرهم! وبقي القرآن والسُّنة محفوظين بحفظ الله -عز وجل- يحفظان على الأمة دينها، ومنه الأمر بالجهاد جنبًا إلى جنبٍ مع الأمر بحفظ العهود وأداء الأمانات، ومسالمة مَن يسالِم المسلمين (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتنحنة:8).
ولا شك أن العدوان المتكرر مِن العدو الصهيوني على إخواننا الفلسطينيين هو عدوان على الأمة العربية والإسلامية كلها؛ مما يوجب على جميع البلاد العربية والإسلامية اتخاذ كل الخطوات الممكنة لرد هذا الاعتداء، ولا أقل مِن إيقاف كل الإرهاصات التي ظهرت على السطح في الآونة الأخيرة مِن تمهيد بعض الدول العربية لإقامة علاقاتٍ طبيعيةٍ مع إسرائيل!
بل إن حتى البلاد التي ترتبط بالفعل بمعاهدات مع إسرائيل يجب عليها أن تبقي الممانعة الشعبية ضد كل محاولات التطبيع مع العدو الصهيوني، وأن تستعمل كل أدوات الضغط التي لديها في إجباره على التراجع عن عدوانه.
نسأل الله -تعالى- أن يتقبل قتلى المسلمين عنده في الشهداء، وأن يشفي المصابين منهم شفاءً لا يغادر سقمًا، وأن يكون عونًا لإخواننا في فلسطين على عدوه وعدوهم، وأن ينجي المستضعفين مِن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، إنه حسبنا ونعم الوكيل.
الدعوة السلفية - مصر
الخميس 7 ربيع أول 1440هـ
15 نوفمبر 2018م