الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
السبت 19 مايو 2018 - 4 رمضان 1439هـ

دوي انفجار!

كتبه/ أحمد حمدي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

ففي يوم الاثنين 7 شعبان 1439هـ "الموافق 23 ابريل 2018م" سمع دوي انفجار شديد هزَّ أركان مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، وسمع في بعض الأماكن في الإسكندرية وأبي حمص، وتساءل الناس عن ذلك: هل هو انفجار أنبوبة غاز أم ماذا؟!

وطرأ على ذهني عدة خواطر، منها: كيف كان صوت الصيحة التي أرسلها الله على ثمود قوم صالح -عليه السلام-؛ لتكذيبهم نبيهم وقتلهم الناقة، وقد اقتلع هذا الصوت المزعج قلوبهم مِن أجوافهم، قال -تعالى-: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (فصلت:17)؟! فهل هذا عذاب مِن عند الله كالأقوام السابقة؟!

وكذلك تذكرتُ إخواننا في سوريا واليمن الذين يستيقظون ليل نهار على أصوات الطائرات الروسية أو نظام بشار أو الحوثيين بصواريخهم أو قنابلهم العنقودية أو البراميل المتفجرة أو الصواريخ الفراغية! فقلتُ: كان الله في عونهم؛ فهم في هذا الفزع الدائم منذ سبع سنوات، وحمدتُ الله على نعمة الأمان والعافية لبلادنا مِن هذا الدمار والخراب.

وكذلك تذكرتُ يوم كان النبي -صلى الله عليه وسلم- مع الصحابة فسمعوا صوت جلبة -أي ارتطام شديد-، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (هَذَا حَجَرٌ رُمِيَ بِهِ فِي النَّارِ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا، فَهُوَ يَهْوِي فِي النَّارِ الْآنَ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَعْرِهَا) (رواه مسلم).

وتذكرتُ يوم أن سمع الصحابة في المدينة صوتًا فهرعوا ليعرفوا الخبر؛ فوجدوا النبي -صلى الله عليه وسلم- عائدًا يقول لهم: (لَنْ تُرَاعُوا، لَنْ تُرَاعُوا) (رواه البخاري).

ثم تبيَّن في النهاية أنه انفجار سيارة تحمل غاز الأمونيا المضغوط في خزان سيارة ضخمة بعد انقلابها على طريق الإسكندرية الزراعي أمام منطقة البيضا كفر الدوار.

نسأل الله -عز وجل- أن يرحم الموتى، ويشفي المصابين، وأن يفرغ الصبر على أهلهم، وأن يحفظنا مِن البلاء، ويعافينا وبلاد المسلمين في الدنيا والآخرة. اللهم آمين.