هل كانت جاهلية العرب أسوأ الجاهليات؟!
السؤال:
1- هل كانت جاهلية العرب أسوأ الجاهليات على الإطلاق، ولذلك ذكرها القرآن الكريم في آيات كثيرة: "حمية الجاهلية - تبرج الجاهلية - حكم الجاهلية" أم كانت هناك جاهليات أخرى معاصرة كانت مثلها أو أسوأ منها في ذلك الزمن عندما نزل القرآن الكريم؟ ولماذا لم يذكرها القرآن كما ذكر جاهليه العرب؟
2- هل نحن في مصر من العرب أم أننا مسلمون فقط ولسنا عربًا؟
3- أيهما أسوأ الآن الجاهلية القديمة أم الجاهلية الحديثة؟
4- في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِنَّ اللهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ) (رواه مسلم)، فما معنى اصطفاء قريش رغم أنها كانت تعبد الأصنام، وتشرك بالله؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
1- فأمور الجاهلية التي كانت موجودة عند العرب وذكرها القرآن كانت موجودة عند غيرهم مِن الجاهليات الأخرى، والله لم يذكر "جاهلية العرب"، وإنما ذكر "حكم الجاهلية - وحمية الجاهلية - وتبرج الجاهلية - وظن الجاهلية"، وكل ذلك كان موجودًا عند العرب وغيرهم.
2- الصحيح أن العربية اللسان، فنحن عرب باللسان، وإن كانت الأصول عند البعض غير عربية.
3- الجاهلية المعاصِرة منها ما يعارض أصل الإسلام، ومنها ما يعارض واجباته؛ فما كان منها معارضًا لأصله فهو كالجاهلية الأولى، وبعضها أشد منها في العتو والكفر والعناد، وما كان منها معارضًا لواجبات الدين كان من المحرمات والمعاصي دون جاهلية الكفر، كقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي ذر: (يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ) (متفق عليه)، وقوله: (أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، لا يَتْرُكُونَهُنَّ: الْفَخْرُ فِي الأَحْسَابِ، وَالطَّعْنُ فِي الأَنْسَابِ، وَالاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ، وَالنِّيَاحَةُ) (رواه مسلم).
4- الاصطفاء في كرم الأخلاق وأهلية القيادة، ثم إنهم كان منهم مَن كان مِن أهل التوحيد.